تواجه المنطقة العربية ندرة حادة في المياه الطبيعية حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي على المدى الطويل اقل عن 350 مم، فيما يزداد كل من الطلب على المياه واستهلاك المياه الجوفية بطريقة عشوائية. ويعتبر القطاع الزراعي من أكبر مستخدمي الموارد المائية في المنطقة العربية، مع كفاءة منخفضة لاستخدام المياه ناتجة عن استخدام طرق الري التقليدية وانخفاض الاستثمار في البنى التحتية لأنظمة الري. يواجه القطاع الزراعي كذلك في العديد من البلدان العربية تحديات تتعلق بالحصول على المدخلات الزراعية، الوصول الى الأسواق، البنى التحتية الضعيفة، ظروف التخزين غير المناسبة، وضعف الاستثمارات في البحث والتطوير والصراعات السائدة بالإضافة الى تغير المناخ.
 
بناء على ما تقدم، تأتي ضرورة تكثيف الجهود في سبيل تعزيز إدارة مياه الري؛ الوصول إلى البيانات ومخرجات البحوث والتقنيات الزراعية الحديثة؛ الحصول على التمويل والوصول إلى الأسواق في سبيل تعزيز مرونة واستدامة القطاع الزراعي. ولذا تعمل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) على تنفيذ مشروع "تعزيز مرونة واستدامة القطاع الزراعي في المنطقة العربية". يأتي هذا المشروع بتمويل من حساب التنمية في الأمم المتحدة استكمالا لمشروع الاسكوا حول "تعزيز الأمن الغذائي والمائي من خلال التعاون وتنمية القدرات في المنطقة العربية"، الممّول من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.
 
يهدف المشروع الى تعزيز القدرات الوطنية على معالجة مرونة القطاع الزراعي واستدامته، مع مراعاة التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة العربية، بما في ذلك ندرة المياه، والصراعات السائدة وتغير المناخ من جهة؛ والى تعزيز مرونة صغار المزارعين وسكان الريف المتأثرون بضعف امكانية الوصول إلى المياه والبيانات ومخرجات البحوث والتكنولوجيا والتمويل على مستوى صغار المزارعين، والأسواق.
 
الإنجازات المتوقعة للمشروع:

 ويركز مشروع "تعزيز مرونة واستدامة القطاع الزراعي في المنطقة العربية" على تطوير ادلة تدريبية وأنشطة بناء القدرات على المستوى الوطني ووضع المبادئ التوجيهية على المستوى الإقليمي الأوسع، والجمع بينها لإثراء عملية صنع القرار لتعزيز ووضع السياسات المتكاملة لتعزيز القطاع الزراعي. وتتشارك الاسكوا في تنفيذ أنشطة المشروع مع كل من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، ومنظمة الأغذية والزراعية للامم المتحدة، المكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال افريقيا، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية. وترتكز أنشطة المشروع على ثلاثة بلدان عربية هي الأردن وفلسطين ولبنان اختيرت بسبب التحديات الملحة التي يواجهها القطاع الزراعي في كل منها