الطبقة الوسطى هي فئة اجتماعية ذات دور مؤثر في ما يتحقق من نتائج على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية. وتدل التجارب السابقة في مجال التنمية على أن نجاح أي نموذج تنموي جديد في المنطقة العربية يتوقف على مدى فعالية دور الطبقة الوسطى في تصميم عمليات التحول الاقتصادي والسياسي وتنفيذها. ولذلك، فإن دراسة الطبقة الوسطى في المنطقة العربية ذات أهمية حاسمة في تفسير الماضي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل بما يحمله من آفاق للتنمية.
هذا التقرير يدرس العوامل التي أدت إلى اندلاع الانتفاضات في عدد من البلدان العربية وتعثر الانتقال إلى الديمقراطية وتلك التي تؤثر على دور الطبقة الوسطى. ويعتمد ثلاثة نُهُج جديدة لحماية الطبقة الوسطى وتمكينها وزيادة حجمها: قياس الطبقة الوسطى على أساس تعريف يشمل البُعدين الكمي والنوعي في الإنفاق على الاستهلاك؛ وتحديد ملامح الطبقة الوسطى باستخدام مؤشرات مثل التعليم، وفرص العمل، وإمكانية التقدم، إضافة إلى الفقر المتعدد الأبعاد؛ واستخدام نتائج القياس والتحديد لتحليل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي سادت خلال عقد انتهى باندلاع الانتفاضات، من منظور الطبقة الوسطى. ويخلص التقرير إلى أن تمكين الطبقة الوسطى في المنطقة يتيح الخروج من مسار التعثر في التنمية والحوكمة إلى مسار الدولة التنموية.