تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ناشطات عربيات في الإسكوا: صون المرأة والأمن المائي شرطان أساسيان لبناء السلام

16
أيار/مايو
2018
بيروت، لبنان

خمسة عشر سيدة ورجل من مصر والعراق والأردن وسوريا والسودان وفلسطين ولبنان واليمن تبادلوا الخبرات المكتسبة والممارسات السليمة في مجال الأمن المائي من منظور المساواة بين الجنسين بقصد تيسير وصول النساء إلى المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية والمساهمة في نهاية المطاف في بناء السلام والتنمية المستدامة وذلك خلال ندوة حول المرأة والأمن المائي لبناء السلام في المنطقة العربية عقدتها الإسكوا في مقرّها في بيروت يومي الخميس والجمعة 9 و10 أيار/مايو 2018.
 
واستعرضت الندوة المواضيع التي تعنى بالترابط بين الأمن المائي وقضايا المساواة بين الجنسين في المنطقة العربية في سياق الاعتبارات الجيوسياسية الحالية ومن أجل تعزيز قدرة العاملين في المنطقة في هذا المجال على صياغة الاستراتيجيات والسياسيات والأطر والبرامج وتنفيذها دعمًا لأهداف التنمية المستدامة وتحديدًا تلك المتعلقة بالصحة الجيدة والرفاه وبالمساواة بين الجنسين والمياه النظيفة وبالسلام والعدل.
 
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد الأمين التنفيذي للإسكوا الدكتور محمد علي الحكيم على أنّ المياه في المنطقة العربية ستصبح يومًا ما سلعة نادرة وقال: "اليوم، تفتقر المنطقة العربية إلى خطة تتعلق بالمياه. لا نحترم المياه في منطقتنا بل نعتبرها من المسلّمات. علينا تغيير ثقافتنا والتفكير كيف نمضي قدمًا". وأشار الحكيم إلى أنّ النساء في المنطقة العربية هنّ المسؤولات عن توفير المياه لأسرهنّ ولذلك هي مسألة متعلّقة بالمرأة بالدرجة الأولى. وشدّد على ضرورة الخروج بجملة توصيات لصنّاع القرار في الدول العربية.
 
وسعت الندوة إلى تطوير طرق يمكن من خلالها اعتبار النساء عوامل للتغيير ومن ضمنها النُهج التي يمكن أن تساعد على تجاوز الصور النمطية لدور المرأة في الأمن المائي والمساعدة في إحداث تغييرات حقيقية في السلوك والسياسة. ووضعت توصيات لتعميم منظور المساواة بين الجنسين في تخطيط السياسات وتنفيذ سياسات المياه على مستوى المجتمع بما في ذلك مجتمعات اللاجئين.
 
وتحدثت مديرة شعبة سياسات التنمية المستدامة في الإسكوا الدكتورة رلى مجدلاني عن الترابط بين المياه والنزاعات ومسألة المساواة بين الجنسين وكيف أنّ عدم توافر المياه بشكل متساوٍ للجميع يعيق تحقيق المرأة كاملَ إمكاناتها وخصوصًا لما لنوعية المياه من تأثير على الصحة والتعليم وسير الأعمال اليومية.
 
في الواقع، يرتبط معدل وفيات الأمهات إلى حد كبير بالافتقار إلى المياه كما ترتبط حالات وفاة الأمهات والأطفال دون الخامسة بسوء خدمات الصرف الصحي إضافة إلى الصلة الوثيقة بين سهولة الوصول إلى المياه والتمكن من إكمال الدروس الثانوية.
 
وقدّم المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في المحيط الهادئ التابع لجامعة سايمون فرايزر، الدكتور زافار عديل، عرضًا عامًا حول المرأة والأمن المائي من أجل بناء السلام في المنطقة العربية. وقال إنّ النزاعات المسلحة أو الكوارث البيئية قد تفرض على المرأة التنقل مسافات طويلة للحصول على المياه؛ وأشار إلى ما تتعرّض له النساء والفتيات خلال ذلك من عنف قائم على النوع الاجتماعي وتحرّش كما أشار إلى الصعوبات التي يواجهنها في الحصول على خدمات الصرف الصحي النظيفة خصوصًا عندما تكون هذه الأخيرة مشتركة، في حالات مخيمات اللجوء مثلاً.
 
والندوة هي من تنظيم الإسكوا بالتعاون مع مركز أبحاث المياه في المحيط الهادئ التابع لجامعة سايمون فرايزر في فانكوفر، كندا وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وهي دعت إلى التعبئة المجتمعية بهدف تحقيق نتائج إيجابية متعلقة بالصحة من خلال تحسين المعرفة وتطبيق ممارسات نظافة صحية أفضل إضافة إلى إدراج النساء للعمل كمحاورات في أوقات النزاع وإعادة البناء في مرحلة ما بعد النزاع.