لا خلاف على أن زواج الأطفال قضية من أهم قضايا التنمية وحقوق الإنسان، إذ تعوق تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وفيها انتهاك للعديد من أطر حقوق الإنسان. ومن المرجح أن يكون لزواج الأطفال وزيادة خصوبة المراهقات آثار طويلة الأمد لا تتوقف عند الفتيات وأسرهن المباشرة، بل تطال المجتمع بأجمعه، لأن زواج الأطفال يشلّ قدرة النساء والفتيات على المشاركة في مجتمع بل في منطقة قوية ومزدهرة ومستقرة.
يستعرض هذا التقرير الصعوبات المتزايدة التي تواجهها النساء والفتيات في البلدان العربية المتضررة من النزاع، ويلاحظ أنّ الفتيات الأصغر سناً معرضات أكثر من ذي قبل للحرمان بسبب تزايد شعورهنّ بعدم الأمان وتعرضهنّ للعنف في مجتمعاتهن بأشكال شتى منها زواج الأطفال. ويسهم زواج الأطفال أيضاً بانتقال الحرمان عبر الأجيال. ويضيف هذا التقرير بعداً إضافياً للترابط بين النزاعات العنيفة وأنماط الزواج والخصوبة لدى الشابات، ودور السياسات العامة في التخفيف من حدة هذه الممارسات في البلدان المتضررة من النزاع. وتساعد النتائج التي يخلص إليها في فهم ارتباط التغيرات الديمغرافية بديناميات الإقصاء الاجتماعي، ارتباطاً يخلق دائرةً من الفقر يصعب التفلّت منها ويضعف المرأة والفتاة على المدى الطويل.