27 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
بيروت، لبنان
كلمة الدكتور محمد علي الحكيم في افتتاح ورشة "توطين أهداف التنمية المستدامة ولامركزية الخدمات العامة في العراق"
تحت مظلة برنامج تحديث القطاع العام بالعراق
صباح الخير ومرحبا بكم في الاسكوا وبيت الأمم المتحدة في بيروت. نتشرف بتلبيتكم دعوة الحضور والمشاركة في ورشة العمل الخاصة ب"توطين أهداف التنمية المستدامة ولامركزية الخدمات العامة في العراق" (تحت مظلة برنامج الامم المتحدة لتحديث القطاع العام بالعراق (IPSM.
إن العراق الان يتعافى من آثار النزاعات والإرهاب التي أثرت على بنية المجتمع وقدرة مؤسسات الدولة علي قيادة عجلة التنمية وتمكين المواطنين والمواطنات من تنمية قدراتهم من خلال سياسات تنمية بشرية سليمة وفعالة. المرحلة الحالية في العراق تتطلب إرساء أسس صحيحة لبناء دولة حقيقية دولة تقوم على المواطنة الشاملة لجميع فئات وطوائف المجتمع وعلى حوكمة رشيدة تحترم تعددية الفكر والعقيدة والنوع واللغة. دولة تؤسس على مشاركة مجتمعية شاملة وعلى سيادة للقانون وإرساء حقوق الانسان في سياستها العامة وفي ممارستها للسلطة.
إن قضية اللامركزية تحتل في هذا السياق مكانة متقدمة في أولويات الإصلاح. الأن هو الوقت الأكثر مناسبة لبدء حوار جاد حول نقل السلطات للمستوى المحلي. فاللامركزية تتطرق لشكل الدولة وقدرتها على مد الخدمات للمواطنين بشكل أكثر فاعلية وكفاءة كما إنها تتعلق بترسيخ الديموقراطية وعدالة توزيع الوظائف وموارد الدولة. وبالفعل وعلى خلفية الجهود الجارية لإعادة بناء المناطق المحررة في العراق، يتجدد اهتمام المسؤولين بتعميق الإصلاحات في مجال اللامركزية الإدارية. ففي المرحلة الراهنة هناك جهود رامية إلى تسريع نقل السلطات. وفي هذا السياق تعد اللامركزية صمام أمان يتيح لكلفة مكونات المجتمع والنشطاء والمنظمات غير الحكومية على المستوى المحلي المشاركة البناءة في تحقيق الاستقرار والسلام المستدامين. إن النظام اللامركزي الفيدرالي الناشئ في العراق يعد تجربة فريدة في المنطقة العربية ونموذج نهدف بالإسكوا الى دعمه وتطويره وفهمه بشكل أعمق لأنه ينطوي على دروس مستفادة لبلاد أخرى في المنطقة تسعي الي تحقيق التنمية البشرية ودعم الاستقرار وتعميق الممارسات الديموقراطية.
وأخيرا ان الورشة التي نقوم بافتتاحها اليوم والتي نسعد بإقامتها اليوم في بيروت هي جزء من رؤيتنا لدعم المؤسسات المحلية في المنطقة من أجل تفعيل أجندة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ في المنطقة العربية. ويعتبر توطين أهداف التنمية على الصعيد المحلي ه خطوة ضرورية لتوصيل الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للمواطنين بشكل فعال وللحد من اللامساواة ولتعزيز المشاركة الشعبية في التنمية.
الأمين التنفيذي: