وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي
للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)
في الملتقى العربي لتطبيقات علوم وتقنيات النانو
عمّان، المملكة الأردنية الهاشمية
3-4 تشرين الأول/أكتوبر 2017
معالي السيد مهند شحادة، وزيرَ الدولةِ لشؤون الاستثمارِ في المملكةِ الأردنيةِ الهاشمية،
السيد طلال أبو غزالة، رئيسَ مجموعةِ طلال أبو غزالة،
سعادة المهندس عادل الصقر، المديرُ العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين،
سعادة السيدة سالي حسن خطاب، ممثلةَ المنظمةِ العربية للتربية والثقافة والعلوم،
السيداتُ والسادة الحضورُ، الزملاءُ الكرام،
يسرُّني أن ألتقي بكم في عمّان العزيزةِ، في الملتقى العربي لتطبيقاتِ علومِ وتقنياتِ النانو. هذا الاجتماعُ الذي تنظّمه لجنةُ الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاونِ مع منظّماتِكم الموقرةِ، وبرعايةٍ كريمةٍ من السيد مهند شحادة، وزيرِ الدولةِ لشؤون الاستثمار في المملكة الأردنية الهاشمية. والهدفُ هو دعمُ تنفيذ المبادرة العربية لتطويعِ علومِ وتقنياتِ النانو ومناقشةِ أبعادِها الاستثماريةِ والتنمويةِ في الدول العربية.
نجتمعُ اليومَ واثقين بما للتكنولوجيا الحديثةِ والناشئةِ من إمكاناتٍ لدفعِ مسيرةِ التنميةِ المستدامةِ، فهي أداةُ تعدُ بحلولٍ علميةٍ ناجعةٍ تراعي الأبعادَ الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ والبيئيةَ ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بحلولٍ للمشاكل والتحدياتٍ التي تواجهُها منطقتُنا، ولا سيما في الطاقة والمياه والأمن الغذائي.
الأخوة والأخوات الكرام،
تواجهُ المنطقةُ العربيةُ اليومَ بفعلِ نزاعاتٍ وحروبٍ وأزماتٍ مستجدةٍ واحتلال عمرُه عقود، تحدياتٍ هائلةً تهدّد مكتسباتٍ في التنمية استغرقَ تحقيقها أعواماً طويلة. فنحن مدعوون، الآنَ، أكثرَ من أي وقتٍ مضى، إلى تكثيفِ الجهودِ لصالحِ المواطن في منطقتنا، لتأمينِ العمل اللائقِ والعيشِ الكريم.
نحنُ مدعوون، دولاً وشركاءَ إقليميين ودوليين، إلى الاستفادة من ثورة التكنولوجيا، باعتمادِ وإنفاذِ سياساتٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ ترتكزُ على أسسٍ علمية، وتهيئة بيئة لبناء الشراكاتِ المثمرةِ بين القطاعين العام والخاص. شراكاتٌ تدعمُ الاستفادةَ من المعرفةِ العلميةِ والتكنولوجيةِ، ونتائجِ الأبحاثِ ونقلِ التكنولوجيا الخضراء وتوطينِ ما هو ملائمٌ منها لتعزيزِ القطاعاتِ الحيوية، من مياهٍ وطاقةٍ وإنتاجِ الغذاء، والتكيّف مع آثارِ تغيّر المناخ.
ونحنُ في الإسكوا، نسعى جاهدينَ، وعملاً بالمهامِ المنوطةِ بنا والمسؤولياتِ الملقاة على عاتقِنا، كلجنة إقليميةٍ من لجانِ الأممِ المتحدة، إلى مساندةِ الدولِ الأعضاءِ في تنفيذ خطةِ التنميةِ المستدامةِ لعام 2030، وأهدافِها السبعةَ عشرَ، التي يتقاطعُ معظمُها مع أولوياتِ المنطقةِ. وفي هذا الصدد، قامت الإسكوا بتخصيصِ وحدةٍ لتنسيق عملِ الإداراتِ المختلفةِ وتوجيهِها للاستجابةِ لما تطلبه الدولُ من دعمٍ في تنفيذ هذه الخطة. والعمل جارٍ حالياً على مشاريعَ في عددٍ من الدولِ لمعالجةِ تداعيات النزاعات، على أملِ أن تنتهيَ في أسرع وقت، وتبدأ إعادةُ الإعمار والإنماء المستدام. وهذه المرحلة تتطلب حشداً للجهود الدوليةِ والإقليميةِ والوطنيةِ وتضافرَها، لتأمين ما يلزمُ، وهو كثيرٌ، من تمويل وموارد بشريةٍ، ورأسِ مال فكري، وبحثٍ علمي وتكنولوجيا، ولدعمِ الابتكارِ وتبادلِ الخِبرات.
الحضور الكريم،
شهدت السنواتُ العشرُ الماضية تحوّلاً إيجابياً نحو علوم وتقنيات النانو في مجالاتِ البحث والتعليمِ والصناعة وفقاً لتقريرٍ صدر حديثاً عن اليونسكو "نحو 2030". وقد أحرزت بعضُ الدولِ العربيةِ تقدماً في هذا المجال. فالمملكةُ العربيةُ السعوديةُ، على سبيل المثال، حلّت في المرتبة 49 على مؤشر الابتكار العالمي لعام 2016 وفي المرتبةِ 16 عالمياً في عدد الابتكاراتِ في تقنياتِ النانو. وجمهوريةُ مصر العربية حلّت في المرتبة 107 على مؤشرِ الابتكارِ العالمي، وفي المرتبةِ 25 عالميّاً في المنشوراتِ في مواضيع النانو، إذ بلغ عددُ منشوراتها سبعةَ آلافِ بحثٍ.
وأولى عددٌ من الدولِ العربية اهتماماً كبيراً لدعمِ بحوثِ تكنولوجيا النانو ومبادراتِ التنمية التي تُعنى أساساً بتأمينِ الطاقةِ والمياهِ والغذاءِ في إطار تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية الوطنية. ففي عامِ 2008، أُنشئ مركز النانو تكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، وفي عام 2009، أُنشئ أولُ مركزٍ لتقنياتِ النانو في شمالِ أفريقيا في جمهوريةِ مصرَ العربيةِ. ونرى من الضروري الاستفادةُ من التجاربِ المحليةِ لإطلاقِ مشاريعَ إنتاجيةٍ ذاتَ قيمةٍ مضافةٍ وبعدٍ بيئي، تساهمُ في دعمِ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ، وخاصةً المتعلقةُ بالمياهِ والطاقةِ والأمنِ الغذائي.
الأخوة والأخوات،
في الختام أودّ أن أتقدمَ بالشكرِ لجميعِ الأخوةِ المشاركين والحضورِ الكرام، وأخصُّ بالشكر عمّانَ على حسِ الاستضافةِ والرعايةِ الكريمة، وشركاءَنا في تنظيمِ هذا الملتقى وعقدِه، وجميعَ من أسهم في التحضير والتنظيم. وأتمنى لكم النجاحَ في أهداف هذا الملتقى، بحيث تتمكنُ منقطتُنا من الاستفادة من الإمكانات العلميّة والتكنولوجيةِ المتوفرةِ وتوظيفها في شراكاتٍ بنّاءة تأتي بالفائدة على المجتمعاتِ والأفراد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته