وكيل الأمين العام للأمم المتحدة
الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة ممثلي المنظماتِ الإقليميةِ والدوليةِ وأعضاءُ الوفودِ المشاركةِ
الحضور الكريم،
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ،
يُسعِدني ويُشرّفني أن أكون معك جميعاً اليوم في دولةِ الإمارات العربية المتحدة، وأن أكون بين هذه النخبةِ المتميزةِ من المشاركين في اجتماعِ الدورةِ الثامنةِ للجمعيةِ العامةِ للوكالةِ الدوليةِ للطاقةِ المتجددةِ، للتباحثِ في قضايا الطاقةِ المتجددة بما لها من أبعادٍ فنيةٍ واقتصاديةٍ.
الحضور الكرام
بدخول خطة التنمية المستدامة 2030 عامها الثالث منذ اعتمادها في أيلولبات علينا أكثر من أي وقت مضي العمل على تنفيذها سوياً بطريقة متكاملة وشاملة
إنَّ الطاقةَ هي الوسيلةُ والحلُ لعديد من القضايا العالمية، فهي الخيط الذهبي الذي يربط جميع أهدافِ التنميةِ المستدامةِ، من أمن المياه والغذاء، مروراً بخدمات الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين وتوفير فرصِ عملٍ للشباب، والنهوض بالمجتمعات النائية، وصولاً إلى التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيفِ معه.
وفي هذا السياق، لا تزال المنطقة العربية في بدايةِ تَحولِها نحو تنميةٍ أكثرَ استدامةٍ. فعلى الرغم من توافرِ مصادرِ الطاقةِ الأحفوريةِ والمتجددةِ، إلا أن قطاع الطاقة يواجه تحديات زيادة الطلبِ على الطاقة، في ضوءِ معدل زيادة سكانية يصل لنحو 2.2%، إضافةً إلى ضغطٍ ناجمٍ عن نزوحٍ قسريٍ في بعض الدول، وبنى تحتية قديمة أو دُمرت في حروب عديدة، ومن جهة أخرى تؤدي معظم سياساتِ دعمِ الطاقةِ، الى سلوكياتٍ استهلاكيةٍ غير رشيدةٍ، مما يزيد من تفاقم الحصول على الموارد الطبيعية بشكل ميسور ومأمون.
وفي ضوء المعدل المتوقع لزيادة الطلب على الطاقة، والذي يصل الى حوالي 6 % حتى عام 2020، فقد أصبح مهماً النظر إلى قضايا الطاقة عبرَ مجموعةٍ متكاملةٍ من السياساتِ، تعتمدُ على كفاءة وفعالية إدارة الموارد الطبيعة واستخدام تقنياتٍ مناسبةٍ للظروف المحلية.
يَكْمُنُ التحدي الرئيسي في النظر إلى كيفيةِ حشد الموارد اللازمة، الفنية والمالية والمؤسساتية لضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة بتكلفة ميسورة، وزيادة مساهمةِ الطاقة المتجددةِ في مزيجِ الطاقةِ ومضاعفةِ المعدل العالمي لتحسين كفاءة الطاقة، فضلاً عما يرتبط به من أهداف أخرى: كالحد من الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي، والمياه، والتنمية الاقتصادية، والحدِّ من التغيُّرات المناخية.
ويبرز دور الطاقة المتجددة في هذا السياق، حيث تتمتع كل دول المنطقة بوفرة مصادرها، كما تم تنفيذ العديد من مشاريعها، وحقّقّ بعضُها قصصَ نجاحٍ متميزةٍ. لكن، ورغم تلك الإمكانات للطاقة المتجددة، فلم تتعد مشاركتُها (بدون المصادر المائية) في مزيج الطاقة العربي نسبة 1% من إجمالي الطاقة المنتجة، ومن هنا تَبْرُز اهمية انتهاج استراتيجيات طويلة المدى، واعتماد سياساتٍ تحفيزيةٍ ونظم تسعيرٍ تفضيليةٍ وآلياتٍ تمويليةٍ مرنَةٍ، ودَعمِ القدرات الصناعية الوطنية وأنشطةِ البحثِ والتطوير لزيادة هذه المشاركة.
وأنني على ثقة في أن هذا الزخم الدولي يُعتبر فرصة لتعزيز العمل لتحقيق قفزة نوعية في نشر الطاقة المتجددة، خاصةً ما يتعلق منها بتحديث البنى التحتيةِ ونقلِ التكنولوجيا، وبناءِ القدراتِ الوطنيةِ، والتمويلِ.
السيدات والسادة،
اسمحوا لي أن أُشيرَ إلى بعضِ أنشطةِ الاسكوا حيث يتركّز برنامجُ عملِها على تعزيز نهج الترابط بين الطاقةِ والمياهِ والغذاءِ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواءمةِ المساهمات المحددة وطنياً للتخفيف من تغير المناخِ.
- تضطلع الاسكوا بتنسيق الجهودِ الإقليميةِ الخاصةِ بتقييم مؤشرات التنفيذ ورصد التقدمِ المحرزْ في سياقِ مبادرةِ الطاقة المستدامة للجميع وإعداد التقرير العربي.
- كما تقوم بدراسة أوجهِ الترابطِ بين المياهِ والطاقةِ والغذاء من خلال اللجانِ الإقليمية وصانعي القرار والمخططين والتنفيذيين التقنيين.
- تطوير الآليات والسياسات الداعمة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة،
- ساهمت الاسكوا من خلال مبادرتها الإقليمية لبناء قدراتِ المفاوضين العرب حولَ تغيُّرِ المناخ، ودعمِ التواصلِ بين البلدانِ والجهات التمويلية لتنفيذ مشاريع التكيّفِ والتخفيفِ.
أصبحت الطاقة المستدامة حجرَ الزاويةِ لتحقيق التنمية، وليست خياراً. ويمكن لمصادرِ الطاقة المتجددة أن تلعب دوراً بارزاً، ما يستلزم تضافر الجهود لتسريع وتيرة التنمية الشاملة دون استثناء.
أخيراً، أنتهز هذه الفرصة للتأكيد على حرصِ الاسكوا على مد جسور التعاون مع الدولِ الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدوليةِ العاملةِ في مجالِ الطاقةِ المتجددة.
وختاماً، أتمنى لكم اجتماعاً بناءً، ونتائج مثمرةٍ تُسهم في توجيهِ العملِ نحو رؤيةٍ مشتركة للتعاونِ.
وشكراً.