
في 8 شباط/فبراير 2013، كان موظفو الإسكوا على موعدٍ مع مناسبة حزينة لتأبين واحدٍ من خيرة زملائهم هو الرقيب هيثم طعمه، من قسم الأمن والسلامة، الذي أسلم سلاحه الأخير في معركته ضدّ المرض قبل أن يختتم شهر كانون الثاني/يناير أيامه. تأبين مهيب تنادى إليه جميع العاملين في اللجنة ليقولوا في زميلهم كلاماً يشبهه، وهو الذي جسّد مثل المنظمة الدولية وبرهن عن حسّ عالٍ بالمسؤولية في عمله منذ الأول من آب/أغسطس 2004، التاريخ الذي أصبح فيه موظفاً رسمياً في الأمم المتحدة.
وفي الكلمة التي ألقاها للمناسبة، قال نائب الأمين التنفيذي للإسكوا الدكتور نديم خوري " إننا نلتقي لتأبين أحد الزملاء الذي نعجز عن وصف التزامهم تجاه الإسكوا وتفانيه من أجل الحفاظ على أمنها وأمن زملائه وزميلاته في إطار عمل مشرّفٍ قام به على أكمل وجه، وفي مدة لم تتجاوز السنوات الثمانية. هو هيثم طعمة الذي رحل عنا على غفلة من محبتنا وتقديرنا له، وعلى غفلة من القدر، وكم غدر. وها نحن نفقد مثالاً يُحتذى به بدماثة الخلق ورحابة الصدر ولطف المخبر ونكران الذات من أجل راحة الآخرين وسلامتهم".
وأعتبر خوري أنّ شهادة الحق هي إحدى القيم التي تتجلّى في كلّ الأديان والتيارات الفلسفية وتتخذ فيها أشكالاً مختلفة. "وهي تضع على عاتقنا مسؤولية القيام بشيء يغيّر مسار الأمور حين نستطيع التدخل أو أن نكون حاضرين حين لا نستطيع تغيير الأمور نحو الأفضل". فاستشهد بما رآه يوم تشييع هيثم إلى مثواه الأخير من حزنٍ اجتاح اسرته التي بقيت قوية بفعل إيمانها وتماسكها، ومن تضامن جمع عائلته الكبرى في الإسكوا.
وخلال مراسم التأبين، شاهد الحضور عرضاً مؤثراً من ذكريات هيثم في الإسكوا واستمعوا إلى شهادات من زملائه. كما تسلمت أسرته شهادة تقديرٍ تؤرخ عطاءه وذكراه.