تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل من دور سياسي للمرأة في أعقاب الثورات العربية؟

26
تشرين الأول/أكتوبر
2012

جمع اجتماع الخبراء الذي عقدته الإسكوا حول الآليات المبتكرة لدعم مشاركة المرأة السياسية في المنطقة نخبة من الضالعين وأصحاب الخبرات العالية في العلوم السياسية والنوع الاجتماعي يمثلون عدداً من الجامعات والمعاهد والهيئات الوطنيّة والمؤسسات الدولية بالإضافة إلى عد من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
الاجتماع الذي عُقد في 16-17 تشرين الأول/أكتوبر 2012 في مقرّ الإسكوا، بيروت، افتتحته رئيسة مركز المرأة مهريناز العوضي التي قالت إن الهدف من هذا اللقاء هو مناقشة مسوّدة الدراسة التي تعدّها الإسكوا حول الآليات المبتكرة لدعم مشاركة المرأة السياسية. ولفتت إلى أن الهدف الرئيسي من الدراسة هو توفير مراجعة وافية للمشاركة السياسية للمرأة العربية قبل وبعد الثورات العربية وتحليل العوامل التي تساهم في الحدّ من هذه المشاركة. وقدّمت العوضي شرحاً وافياً حول المراحل التي تمرّ بها الدراسة قبل نشرها.
والحقيقة أنه، على الرغم من أن النساء يشكلن ما يقرب من نصف المجتمع في البلدان العربية، وبالرغم مشاركتهن الفاعلة، ليس فقط في الحراك الشعبي منذ عامين، ولكن على مدى التاريخ، إلا أنه غالباً ما كان يتم إقصائهن عن محاور صنع القرار حال الوصول للهدف المرجو، فالنساء شريكات في النضال والكفاح فقط، أما اذا ما تم الانتقال لمرحلة التغيير الحقيقي، فإن أهمية دور النساء وفعاليته يتضائل تحت تأثير الثقافة التقليدية والأعراف المجتمعية
إن قضية التمكين السياسي للمرأة، وفي القلب منها تمثيلها في المجالس المنتخبة (البرلمان والمجالس البلدية) مؤشر أساسي من مؤشرات تطور المجتمعات عامة، والتطور السياسي خاصة. ولكن نظرة تأملية إلى نتائج الإنتخابات البرلمانية، والتي تمت في أعقاب الحراك الشعبي، تكفي شاهداً على أن التمثيل النيابي للمرأة، في أحسن الأحوال، لا يتناسب مع حجم تواجد المرأة في المجتمعات العربية.
والحقيقة أن واقع النساء في الحياة العامة والسياسية لا يصطدم بعوائق قانونية أو تشريعية فقط ولكن يواجه أطراً وتنظيمات سياسية جامدة ورؤىً ثقافية سلبية تحكم السلوك والممارسات الواقعية، يحتاج إلى وجود ضمانات لتمثيل عادل للنساء في المجالس المنتخبة، بما يعبّر عن وزن المرأة وثقلها في المجتمع، سواء كان ذلك من خلال الترشح على قوائم الأحزاب، أو كمستقلات.