تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإسكوا تشارك في ريو+20

29
حزيران/يونيو
2012

عُقد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في 20-22
حزيران/يونيو 2012 في ري ودي جانيرو، وكان محط 
اهتمام عالمي واسع النطاق، إذ التقى فيه حوالي 12000 شخص يمثلون الحكومات
والمجتمع المدني بالإضافة إلى رؤساء دول ووزراء من أكثر من 190 بلداً من مختلف
أنحاء العالم. وشهدت نهاية المؤتمر على اتفاق  على الوثيقة الختامية  بعنوان "المستقبل الذي نريد"، وتسجيل
حوالي 700 التزام وتعهد طوعي بما مجموعه 513 مليار دولار أمريكي لخدمة أهداف
المؤتمر.
وكانت، للإسكوا بقيادة الأمينة التنفيذية ريما خلف، مشاركة
فعالة  في ريو+20 والاجتماع الثالث للجنة
التحضيرية (13-15 حزيران/يونيو)، الذي نوقشت خلاله الوثيقة الختامية للمؤتمر.
"المستقبل الذي نريد" عنوان يعبّر عن إرادة المجتمع الدولي في الحرص على
التعاون المتعدّد الأطراف في  التنمية
المستدامة. وخلال المؤتمر، تابعت الإسكوا المحادثات عن كثب ونسّقت مع الوفود
العربية ضماناً لعدم تغييب المنطقة وشواغلها وتطلّعاتها عن هذا الحدث الهام. ونظّمت
الإسكوا على هامش المؤتمر أنشطة مع الشركاء الإقليميين والدوليين واللجان
الإقليمية الأخرى التابعة للأمم المتحدة.  فعمل
اللجان الإقليمية الفاعل في هذا الحدث جسّد القيمة الفريدة للبعد الإقليمي في
بلورة برنامج للتنمية المستدامة يكون شاملاً لجميع القطاعات وموجهاً نحو تحقيق
النتائج.    
وخلال المؤتمر، شاركت الإسكوا في أربع أنشطة تناولت مواضيع
هامة "النمو الأخضر والتنمية المستدامة: آفاق إقليمية"؛ "منظومة
الأمم المتحدة: معاً من أجل المستقبل الذي نريد"؛ "الأمن الغذائي وسلامة
الأغذية من أجل التنمية في عالم عربي متغير"؛ "النهوض بالتنمية
المستدامة في فترة ما بعد النزاع والبلدان التي تمر في مرحلة انتقالية: حالتا
لبنان وليبيريا".

وفي حلقة نقاش رفيعة المستوى حول "النمو الأخضر
والتنمية المستدامة: آفاق إقليمية"، جرى  تسليط الضوء على دور اللجان الإقليمية في إثراء
النقاش وتوجيهه حول الاقتصاد الأخضر. وأدارت هذه الحلقة الأمينة التنفيذية للإسكوا،
وكان بين المتحدثين الرئيسيين فيها رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس
إندونيسيا سوسيلو بامبانغ يودويونو، ونائب رئيس وزراء مولدوفا ميهاي مولدوفانو،
ووزير الطاقة والبيئة والاتصالات السلكية واللاسلكية في كوستاريكا رينيه كاسترواس.
وتحدّثت الأمينة التنفيذية عن الاقتصاد الأخضر، والوظائف الخضراء كأداة لمواجهة
ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة العربية. 

كما تحدّثت الأمينة التنفيذية للإسكوا خلال النشاط  الرفيع المستوى حول "منظومة الأمم
المتحدة: معاً من أجل المستقبل الذي نريد" الذي نظمه مجلس الرؤساء التنفيذيين
في الأمم المتحدة وترأسه الأمين العام بان كي مون، حيث أشارت إلى دور الأمم
المتحدة في تمكين الشباب لاسيّما في أعقاب الحراك العربي. وقالت إن الانتفاضات
الأخيرة أيقظت منظومة الأمم المتحدة، وكانت فرصة لإعادة التفكير بطبيعة عملها وأسلوبه. 
ونظمت الإسكوا  نشاطاً
 حول "الأمن الغذائي وسلامة الأغذية
من أجل التنمية في عالمٍ عربي متغير" بالتعاون مع جامعة الدول العربية،
والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والمنتدى العربي للبيئة والتنمية، والشبكة
العربية للبيئة والتنمية. وركّز النشاط على الحاجة إلى وضع السياسات والبرامج الفاعلة
على هذا الصعيد. وتخلّل النشاط عرض فيلم فيديو قصير حول وجهة نظر الشباب العربي في
الأمن الغذائي وسلامة الأغذية في المنطقة.
 
 
واشتركت الإسكوا مع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية  في الأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة
الإنمائي، ومركز الأمم المتحدة للتنمية الإقليمية في تنظيم نشاط  حول "النهوض بالتنمية المستدامة في فترة ما
بعد النزاع والبلدان التي تمر في مرحلة انتقالية: حالتا لبنان وليبيريا".
وخلال مؤتمر ريو+20، أطلعت الأمينة التنفيذية للإسكوا
الوفود الرفيعة المستوى ولاسيّما رئيسي وزراء المغرب ولبنان ووزير الخارجية
الفلسطيني على آخر التطورات في الإسكوا وأنشطتها وبرامجها وسبل التعاون مع البلدان
الأعضاء. وقدّمت الإسكوا للمندوبين والمشاركين المعلومات والجداول الزمنية
للأنشطة، بالإضافة إلى آخر المعلومات والتوجيهات حول المجموعة الكبيرة والمتنوّعة
من الأنشطة الرسمية وغير الرسمية التي عُقدت على هامش  المؤتمر. ومنذ اليوم الأول لريو+20، أصبح مكتب
الإسكوا نقطة التقاء لمندوبي البلدان والوفود العربية .   
ودعماً لمشروع القطاعات الإنتاجية الخضراء، رعت الإسكوا
مشاركة نقاط ارتكاز للمشروع في ريو+30 مساهمة منها في  بناء القدرات في مجال سياسات وأدوات الاقتصاد
الأخضر.  ومن المتوقع أن تؤدي مشاركتهم
النشطة والتزامهم بالتنمية المستدامة إلى تحسين نوعية أنشطة هذا المشروع والارتقاء
بمنجزاته.
وتوّج ريو+20 العملية التحضيرية الإقليمية التي نسقتها
الإسكوا خلال العامين الماضيين. وأسفرت هذه العملية عن موقف عربي منسّق حول مواضيع
المؤتمر وأكدت على إيصال صوت البلدان الأعضاء في الإسكوا خلال هذا الحدث المهم.
وقد تحقق ذلك من خلال الانجازات الكبيرة التي تشمل الإعلان الوزاري العربي بشأن
ريو+20 (نيسان/أبريل 2012) وقرار الإسكوا بشأن متابعة ريو+20 (أيار/مايو 2012).
واستكمالاً للتنسيق الذي تخلّل العملية التحضيرية، تعامل  فريق الإسكوا بفعالية ونشاطٍ مع الشركاء
الإقليميين والدوليين، ولاسيما مع اللجان الإقليمية الأربع الأخرى، وذلك في تأكيد
جديد على القيمة  الفريدة التي يمكن أن
تقدمها معالجة القضايا من منظور إقليمي في بلورة برنامج للتنمية المستدامة يكون شاملاً
لجميع القطاعات وموجهاً نحو تحقيق النتائج. وعلى أثر النتائج المثمرة التي  توصّل إليها مؤتمر ريو+20، يبقى على الإسكوا أن
تستمر في بناء خطط للتنمية تسترشد بنتائج المؤتمر وتعبر عن احتياجات المنطقة
وبلدنها،  وترتقي إلى تطلّعات القطاعات
والجهات الفاعلة التي وضعت في اللجنة إيمانها وثقتها.