تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

اليوم العالمي للمياه في الإسكوا تشديد على ضرورة ترشيد استخدام المياه

23
آذار/مارس
2012

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الزراعة هي أكبر مستخدم رئيسي للمياه العذبة على الإطلاق، وإنه ما لم نزد في قدرتنا على إدارة هذا الاستخدام فإننا سنفشل في وضع حد للجوع بل سنفتح الباب أمام مجموعة من الويلات الأخرى، من بينها الجفاف والمجاعة وانعدام الاستقرار السياسي. جاء ذلك في الرسالة التي وجهها الأمين العام بمناسبة اليوم العالمي للمياه والذي احتفلت به اليوم الإسكوا ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت تحت شعار "المياه والأمن الغذائي"، وذلك في بيت الأمم المتحدة في بيروت. الاحتفال الذي رعاه وحضره كل من وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن ووزير الطاقة والمياه اللبناني جبران باسيل شارك فيه طلاب من كليّات الهندسة الزراعية في عدد من الجامعات في لبنان.

ألقى مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بهاء القوصي رسالة الأمين العام في هذه المناسبة، حيث قال إنه على مدى العقود المقبلة، ستكون تغذية سكان العالم الآخذة أعدادهم في التزايد وضمان الأمن الغذائي والتغذوي للجميع معتمدين على زيادة الإنتاج الغذائي وهو ما يعني ضمان الاستخدام المستدام للماء. ودعا بان جميع الشركاء إلى الاستفادة الكاملة من الفرصة التي يتيحها مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المعروف باسم ريو + 20، والذي سيعقد في ريو دي جانيرو حزيران/يونيه المقبل، وشددّ على ضرورة الربط في ذلك المؤتمر بين الأمن المائي والأمن الغذائي والتغذوي في سياق اقتصاد أخضر، وأن المياه سيكون لها دور محوري في صوغ المستقبل الذي نصبو إليه.

من ناحيته، أشار الوزير باسيل الى أهمية دور لبنان في معالجة موضوع المياه في المنطقة والتخفيف من حدّة الأزمة أولاً، لأن المورد موجود ومتوفّر لكن الإدارة الرشيدة غير قائمة، وإن لم يتمّ استعمال هذا المورد بالطريقة المناسبة فهذا سيؤدي إلى صراعات، وثانياً بسبب موقع لبنان الجغرافي ضمن محيط يفتقد للثروة المائية التي يمتلكها هو. وأضاف باسيل أنه في هذا السياق وضع مجلس الوزراء في لبنان وأقرّ الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه والتي ترتكز على مبادئ الإدارة المتكاملة لموارد المياه.

وفي كلمته، قال الوزير الحاج حسن إنه لا يمكن عزل دولة عن أخرى وبالتالي فإن لبنان مرتبط بالمنطقة العربية على مستوى الأمن الغذائي والمائي. وتسائل الوزير إذا ما كان يعلم المسؤولون الذين أوقفوا الموازنات المخصصة للمشروع الأخضر ولوزارة الطاقة في لبنان أن الإستثمار في الماء هو مصيري ووجودي وأمني أيضاً. وأشار إلى أن كمية استهلاك المياه في الزراعة لا تعدّ عالية لأن الزراعة تؤمّن الغذاء، ودعا الى العمل على إدارة الريّ بدءاً من إنشاء قنوات إيصال للمياه تكون مقفلة ومضغوطة وصولاً الى رفع كفاءة إنتاج الري وخفض كلفته.

وتناولت مديرة إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية في الإسكوا رلى مجدلاني أهمية اليوم العالمي للمياه هذه السنة، والذي يحمل شعار "المياه والأمن الغذائي" ويسلّط الضوء على تلازم هذين المحورين، مشيرة على أن الأمن الغذائي هو من أمن المياه. وقالت مجدلاني إن المنطقة العربية تعاني من شحّ في المياه، إذ لا يتعدّى نصيب الفرد من المياه المتجددة 600 متر مكعب في السنة وأن القطاع الزراعي يستهلك من 70 إلى 90 في المائة من مخزون المياه في حين تستورد المنطقة أكثر من 50 في المائة من احتياجاتها للمواد الغذائية.

وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في لبنان علي مومن في كلمته إن التحدي العالمي المتمثّل في تأمين الأمن الغذائي المستدام والحكم الرشيد للموارد المائية يثير مخاوف الوكالات المتخصصة في هذا المجال والتابعة للأمم المتحدة، لاسيّما مع ارتفاع نسبة استخدام المياه وشح مواردها ووفيات الأطفال، بالإضافة إلى التغيرات المناخية. ودعا مومن إلى ربط وتضافر الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

كما ألقى المستشار الإقليمي من شعبة الإحصاءات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة ريكاردو مارتينز لاغونز كلمة شدّد فيها على أن تحقيق الأمن الغذائي يرتبط بوجود الأمن المائي، وعلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لاستعمال المياه في الزراعة. وقال إن هناك حاجة إلى إيجاد حلول متكاملة لكل الأزمات التي نواجهها اليوم، ولهذا توجد حاجة إلى الحصول على معلومات وإحصاءات متكاملة.