تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإسكوا تحتفل بأول يوم عالمي للإحصاءات برعاية رئيس وزراء لبنان

18
تشرين الأول/أكتوبر
2010

احتفلت الإسكوا اليوم
بأول يوم عالمي للإحصاء أقامته في بيت الأمم المتحدة في بيروت، برعاية رئيس
مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ممثلاً بوزير الدولة جان أوغاسابيان، وبحضور
حشد كبير من الدبلوماسيين والرسميين والمعنيين بالإحصاءات.

قال رئيس شعبة الإحصاءات في الإسكوا يوراي ريتشان "إننا نجتمع اليوم تقديراً
للإحصاءات، لهذه المهنة التي ترافقنا في حياتنا"، مضيفاً أن شعار اليوم
العالمي للإحصاء هذا العام هو "خدمة ومهنية ونزاهة".  وقال ريتشان إن الإحصاءات هي في خدمة من يريد
ويحتاج إلى المعلومات، فهي تساعدنا على فهم الحياة واتخاذ القرارات. وأضاف أن
المنطقة تحتاج إلى بناء القدرات في مجال الإحصاءات وتعلّم التقنيات والأساليب
الحديثة، مشيراً إلى أنه لدينا إحصائيين محترفين وعلى درجة عالية من الكفاءة.
 
رأى الوزير اللبناني أوغاسابيان
في كلمته أنّ "الهدف الأساسي لليوم العالمي للإحصاء يكمن في لفت انتباه منتجي
البيانات إلى ضرورة سعيهم الدؤوب إلى التوصل إلى الأرقام الصحيحة لأن الرقم الصحيح
هو في خدمة عملية التنمية في شكل أساسي". وأضاف قائلا: "بما
أن بلادنا بحاجة ماسة إلى تنمية مستدامة تؤدي إلى العيش الكريم والرفاهية
الاقتصادية والاجتماعية، فإن من الضرورة بمكان أن يتم إيلاء الأهمية الكبرى
للإحصاءات المبنية على مؤشرات وبيانات إحصائية تعكس الحقيقة والواقع الذي تعيشه
هذه المجتمعات، كي تأتي سياسات الحكومات مبنية على أرقام صحيحة وأسس صحيحة وعلمية
بهدف تصويب الحالة المعيشية وعدم أخذ قرارات مرتجلة تكون غالباً مخطئة وغير ملائمة
للواقع".
 
وقد ألقى رئيس شعبة
المعلومات والاتصالات في الإسكوا يوسف نصير كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان
كي-مون لمناسبة هذا اليوم، والتي ركّز فيها على أهمية الإحصاءات في عمليات اتخاذ
القرار وتحديد الاتجاهات المستقبلية للسياسات. وقد أشار بان في كلمته إلى أنّ الإحصاءات
التي تُجمع عن طريق المسوح والتعدادات تؤثر على التخطيط للمدارس والمستشفيات
والطرق ومرافق كثيرة غيرها"، موضحا أنها "تكاد تكون الاعتبار الحاسم في
تبرير جميع جوانب الميزانيات والبرامج التي تسمح بإطعام الأطفال الجائعين وتوفير
الملجأ والرعاية الصحية الطارئة لضحايا الكوارث الطبيعية".
 
ثم قام نصير أيضاً بتلاوة
كلمة الأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف، والتي اعتبرت فيها أن الاحتفال بهذا
اليوم العالمي بمثابة تقدير
لعمل موظفي الوكالات الإحصائية في جميع أنحاء العالم، موضحةً أن وراء كل
رقم نقرأه في الصحافة والمنشورات، أو في وسائل الإعلام الأخرى، مساهمة للعديد من
النساء والرجال. واعتبرت خلف في كلمتها أنّ الاحتفال لا يقتصر على إنجازات
الإحصاءات الرسمية فحسب، بل يتعداها إلى الاعتراف بأهميتها بالنسبة لاستشراف
المستقبل أيضاً. وأضافت قائلة: "لذلك، إنها فرصة لوقفة التزام منا جميعاً
للتصدي إلى التحديات التي تواجه منظومة الإحصاءات الرسمية في منطقتنا. ونحن في
لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا – الإسكوا، ملتزمون بمساعدة
البلدان الأعضاء في بناء الأطر المؤسسية الوطنية للإحصاءات الرسمية. حيث يتضمن هذا
العمل الدعم لوضع استراتيجيات للعمل الإحصائي وتنفيذ المبادئ الأساسية للإحصاءات
الرسمية ضمن الأسس والمعايير الدولية".
 
من جهتها، قالت المديرة
العامة لدائرة الإحصاء المركزي اللبناني مارال توتاليان إن "نشر الثقافة
الإحصائية لتعزيز الوعي الإحصائي والحاجة إلى إحصاءات جدية هي مسؤولية المؤسسات
الثقافية والإعلامية التي تقع على عاتقها مهمة توعية مكونات المجتمع المدني على
حاجتها إلى المؤشرات الضرورية للنهوض بالمجتمع ومحاسبة الحكومات على سياساتها
الاقتصادية والاجتماعية"، وأردفت قائلة: "لا ننكر كأجهزة إحصائية وطنية
منتجة للإحصاءات الرسمية المسؤولية التي تقع على عاتقنا في تقديم أوفر كمية من
الإحصاءات وأكثرها جودة".  
 
أما رئيس جمعية الصناعيين
اللبنانيين نعمت افرام، فاعتبر أن القطاع الصناعي في لبنان بحاجة إلى تطوير قدرته
التنافسية وحجمه، موضحاً أننا لم نتوصل بعد إلى تبيان السبيل لقياس الموضوعين وربط
المؤشر بالعمل. وعدد افرام بعض المؤشرات التي يرغب الصناعيون في الحصول عليها في
لبنان، وهي مثلا أسعار الطاقة الحقيقية التي تتكلف بها الصناعة وأسعار الأرض
الصناعية وحجمها، بالإضافة إلى تكاليف التنقل والتواصل. وأضاف أن الصناعة اللبنانية تشكّل اليوم 12 في المائة من الناتج المحلي،
وطموحنا اليوم أن نصل إلى 16 في المائة، وذلك يكون عبر تجريد الصناعة من السياسة
فيرتبط القرار بالمؤشر لتنهض الصناعة بكل ما للكلمة من معنى.
 
وفي الختام وزعت
الإسكوا شهادات تقدير على ممثلي المكاتب الإحصائية في البلدان الأعضاء. وكانت الجمعية
العامة للأمم المتحدة قد قررت تخصيص يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2010 يوماً رسمياً
للإحصاءات في إطار الموضوع العام "الاحتفال بالإنجازات الكثيرة للإحصاءات
الرسمية
". وقد اعترفت الجمعية العامة في قرار لها بالتاريخ الطويل
للإحصاءات الرسمية، كما نوّهت بما للقدرة الإحصائية الوطنية من أهمية بالغة لإنتاج
إحصاءات ومؤشرات يمكن الاعتماد عليها وتأتي في الوقت المناسب لقياس ما يحققه بلد
ما من تقدّم، وهي التي تشكل أساسا لا غنى عنه لاتخاذ قرارات مستنيرة في مجال وضع
السياسات.