04
أيلول/سبتمبر
2008
شدّد الأمين التنفيذي لـ"الإسكوا"، السفير بدر عمر الدفع، على إصرار "الإسكوا" المضي قدماً بالمشاريع الإنمائية في لبنان، رغم الصعاب التي تمرّ بها المنطقة، مؤكّداً أنّ عزيمة شعوبنا تبقى الحافز الأساسي للمساهمة بفعالية في جهود التنمية والأمل في بناء مستقبل أفضل يسوده الاستقرار، وأنّ الترابط بين التنمية والسلم هو من أهم المفاهيم التي يرتكز عليها عمل الأمم المتحدة، ومن أهم الأهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها.
كلام الدفع جاء في إطلاق مشروع العربة الإلكترونية المتنقلة-فينكس لجنوب لبنان (طائر الفينيق)، خلال مؤتمر صحفي عقد برعاية وزير الثقافة السيد طارق متري، صباح يوم الأربعاء 9 نيسان/أبريل 2008 في السراي الكبير. وتنفّذ هذا المشروع "مؤسسة سارادار" بالتعاون مع "الإسكوا" والبرنامج الإيطالي للتعاون من أجل التنمية- برنامج روس التابع لسفارة إيطاليا والصندوق الكندي للمبادرات المحليّة التابع لسفارة كندا.
وقد اعتبر الدفع مشروع "طائر الفينيق" "خيرَ تعبير عن إرادة الاستمرار في دعم العمل الإنمائي وسط الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والتحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة بأسرها، مضيفاً أنه "قدر لبنان، وشعبه المحب للحياة، أن ينبعث دائماً من قلب الأزمات ليرسم طريقه نحو مستقبل يسوده السلام والتنمية والاستقرار". وقال إنّ "الإسكوا" تستمدّ عزمها لمتابعة جهودها من روح التصميم والعزيمة التي يتحلّى بها شركاؤها وشعوب المنطقة. كما أكّد أنّ التنمية يجب أن تكون الركيزة الأساسية لإرساء الاستقرار والسلم الأهلي، لأنّ تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والظروف المعيشية في بلدان المنطقة يسهم في الحد من التعصب والتطرف، وبالتالي في ترسيخ الاستقرار والسلم.
وكانت "الإسكوا" أطلقت وشركاءها العربة الأولى في كانون الثاني/يناير من العام 2006. وقد بدأت المدرسة عملها في الناقورة قبل أن تصل إلى عيتا الشعب، حيث دمّرت خلال حرب شهر تموز/يوليو 2006، فيما كانت متوقفة في مدرسة عيتا الشعب الرسمية. وسوف تتوجه العربة الالكترونية المتنقلة الثانية –فينكس إلى محطتها الأولى في قانا كي تبدأ عملها في 12 نيسان/أبريل 2008. ومن المتوقّع أن تطلق عربتان مماثلتان لاحقاً، لتجولا في مناطق الشمال والبقاع، وخاصة في القرى النائية.
وشارك في اللقاء أيضا رئيسة "مؤسسة سارادار" السيدة ماري كلود سارادار، والسكرتير الأول في السفارة الإيطالية في لبنان، السيدة دانييلا تونون، ممثّلة السفير الإيطالي السيد غابرييل كيكيا، والسفير الكندي في لبنان السيد لويس دو لوريمييه و ومحافظ جنوب لبنان السيد مالك عبد الخالق. كما شارك فيه حشد من الشخصيات الدبلوماسية والإعلامية وعدد من ممثلي وكالات الأمم المتحدة في لبنان، فضلاً عن شخصيات تمثّل القطاعين العام والخاص والمنظمات الإقليمية والدولية.
واعتبرت سارادار أنّ إطلاق العربة الالكترونية المتنقلة يندرج في إطار مهمّة تعليم المعلوماتية للجميع، وبالتالي فتح أبواب المستقبل أمامهم. وأضافت أنّ تزايد أعداد الراغبين في تعلّم التقنيات الجديدة يثبت مدى ضرورة اكتساب هذه المعارف.
ومن جهته، ذكّر دو لوريمييه الحضور بأسطورة طائر الفينيق الذي يموت ثمّ يحيا من الرماد، ولا سيّما أنّ لهذا الطائر رمزية خاصة في التاريخ اللبناني الذي عانى من الحروب ويعيش حالياً أزمة اضطراب وعدم استقرار. كما أنّه، عبر نشرها تقنيات المعلومات، تشبه العربة الالكترونية الفينيقيين الذين ساهموا في نشر الحرف عبر المتوسّط.
وقد ركّزت تونون على مميّزات هذه العربة التي ستجول القرى الجنوبية وتقرّب الفئات المهمّشة، ولا سيّما لأطفال والنساء وذوي الحاجات الخاصّة من بينهم، إلى التكنولوجيا وتفتح لهم آفاقاً جديدة في عالم المعرفة.
تجدر الإشارة إلى أن العربة الإلكترونية المتنقلة عبارة عن مقطورة كاملة التجهيز تجول على التجمعات القروية في جنوب لبنان لتعريفها بعالم المعلوماتية. وهي تهدف إلى خدمة المجتمعات المحلية التي تواجه تحديات وعوائق تحول دون تنميتها. كما تهدف إلى فتح مجالات جديدة، من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتحسين واقع تلك المجتمعات الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بخلق فرص عمل جديدة وتأسيس مشاريع مدرّة للدخل. ومن المتوقع أن تقوم من خلال مدربين مؤهلين تابعين لها بتدريب 1400 شخصاً تقريباً، بينهم أشخاص ذوو حاجات خاصة، و80 متدرّباً تقريباً ليصبحوا مدرّبين بدورهم، و150 شخصاً من المؤسسات الصغيرة والصغيرة جداً (مكروية)، بالإضافة إلى 100 شخص سوف ينشأون فيما بعد شبكة مواقع إلكترونية ضمن فترة 200 دورة تدريبية سنوياً.
وقد تم تجهيز العربة الالكترونية المتنقلة بعشرة آلات كمبيوتر ذات شاشات مسطّحة، وطابعة، ومسلاط ضوئي وجهازي اتصالات للإنترنت عبر الأقمار الصناعية وغيرها من الإضافات. كما أن مدخل المقطورة مؤهل بحيث يسمح لذوي الاحتياجات الخاصة الدخول إليها، وهي تتضمن برامج خاصة تناسب المكفوفين. وقد صممت برامج الدورات المقترحة بناءً على احتياجات السكان المحليين حيث تتشكل من دورات مختلفة للمبتدئين وصولاً لتأهيل مدربين مستقبليين. وتمكين العاملين في المؤسسات الصغيرة والصغيرة جداً، وتقديم جلسات مخصصة لمدراء المواقع الإلكترونية.
وتشارك ثلاثة منظمات غير حكومية أيضاً، هي بلدتي واتحاد المقعدين اللبنانيين وجمعية المكفوفين الشباب، في مشروع العربة الإلكترونية المتنقلة-فينكس. ويتمّ تنفيذ هذا المشروع بمشاركة مؤسسات خاصة وبالتعاون الوثيق مع مجالس البلديات وجمعيات أهلية محلية ودولية ومنظمات الأمم المتحدة كقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL)، وبنكرز انشورنس، وشركة إنكونت داتا ماناجمنت، وشركة تريباند ميدل إيست، وانمارسات جلوبال لمتد، وفورماتيك، وموريكس سيستمز، ومكتبة حليم، وشركة ينابيع لبنان (صنين)، وصقال الأنظمة، وتريبل سي، وأيرليبرد، وكروساري أبي اللمع.