تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حدثان هامان لـ"إسكوا" في أبو ظبي

28
آذار/مارس
2007

تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة منظمة المرأة العربية، استضافت أبو ظبي حدثين هامين لـ"إسكوا" هما: اجتماع الخبراء المعني بتنمية المرأة العربية في ظل الحروب والنزاعات المسلحة (13 آذار/مارس 2007) والدورة الثالثة للجنة المرأة في "إسكوا" (14-15 آذار/مارس 2007).


 

وقد شارك في هذين الاجتماعين ممثلون حكوميون وغير حكوميين وممثلون للأجهزة الوطنية المعنية بالمرأة في الدول الأعضاء في "إسكوا". هذا بالإضافة إلى ممثلين عن برامج الأمم المتحدة ومنظماتها ومنظمات وشبكات حكومية إقليمية ودولية ومؤسسات غير حكومية معتمدة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ومجموعة من الخبراء والاستشاريين والأكاديميين ومراكز الأبحاث الناشطة بشؤون المرأة.

 

المرأة والنزاعات المسلحة

وقد هدف اجتماع الخبراء إلى تسليط الضوء على تأثر المرأة العربية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ونفسياً في ظل الحروب والنزاعات المسلحة وغير المسلحة والاحتلالات التي تشهدها المنطقة العربية. كما هدف إلى تسليط الضوء على بعض التجارب الناجحة في مناطق أخرى من العالم من أجل الإفادة منها. وقد ناقش الاجتماع أيضاً الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة لحماية المرأة وإشراكها في صناعة القرارات السياسية المصيرية وكيفية الاستفادة من هذه القرارات لصالح المرأة العربية.

 

وقد شددت نتائج الاجتماع على أن الأمن والاستقرار يشكلان شرطاً أساسياً لتمتع المرأة بحقوقها بالمساواة وتمكينها من المشاركة في جهود التنمية. كما رأى المشاركون أن العمل يجب أن يتركز على صعيد الحكومات وعلى مستوى المجتمع المدني من النواحي الوطنية والإقليمية والدولية. فقد طالبوا بالمصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة والعمل على رفع التحفظات وضمان مراقبة الزاميتها القانونية في التطبيق الوطني بما في ذلك وضع خطط وطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 الخاص بتمكين المرأة في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة من المشاركة في حل النزاعات وبناء جسور السلام. وعلى الصعيد الدولي، طالب المشاركون بتنظيم حملات ضغط على الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بالقضية الفلسطينية وبما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأوصوا بمطالبة الأمم المتحدة بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وإخضاع أسلحة إسرائيل للرقابة الدولية.

 

لجنة المرأة

أما الهدف من الدورة الثالثة للجنة المرأة في "إسكوا" فكان مراجعة وتحديد الأولويات المستقبلية حتى العام 2015 وطرح مبادرات وإجراءات جديدة للإسراع في تنفيذ منهاج عمل مؤتمر بيجين وخطة العمل العربية للنهوض بالمرأة ومواجهة تحديات التنفيذ؛ وبحث سبل تطبيق إعلان بيروت للمرأة العربية "عشر سنوات بعد بيجين: دعوة إلى السلام" الذي اعتمدته الدول العربية خلال الدورة الثانية للجنة المرأة آخذة في الاعتبار الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛ وبحث السبل الأفضل لتنمية المرأة العربية وتحسين دورها في الحروب والنزاعات المسلحة خاصة وأن المنطقة العربية قد واجهت خلال العقد الفائت عدداً من الحروب والنزاعات المسلحة التي انعكست آثارها على أوضاع المرأة العربية؛ واستعراض تقرير الأمين التنفيذي لـ"إسكوا" عن أنشطة مركز المرأة منذ انعقاد الدورة الثانية للجنة المرأة حتى الآن؛ ومناقشة برنامج العمل المقترح لمركز المرأة لفترة السنتين 2008-2009 واعتماده.

 

وفي ختام الدورة، طالب المشاركون الحكومات العربية بمراجعة وتحديث القوانين التي تميز ضد النساء وإصدار قوانين حديثة تتطابق مع الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاق القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW). كما دعوا الحكومات العربية إلى الانضمام للبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. وقد طالب المشاركون أيضاً بوضع قوانين تحمي المرأة في أوقات اختلال الأمن والنزاعات والحروب بمعاقبة مرتكبي الجرائم ضد النساء المنصوص عليها في القوانين الدولية وتوفير الدعم والحماية لها في أوقات النزاعات والحروب بما في ذلك الإغاثة وإعادة التأهيل والتعويض.

 

وقد توجه المشاركون بسلسلة توصيات إلى "اسكوا" تشدد على متابعة التعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (UNIFEM) ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) وسائر الجهات المعنية بدعم جهود الدول العربية في تنفيذ القرارات الدولية وتوحيد المواقف العربية في المنتديات والمؤتمرات الدولية والتقارير المقدمة إلى الأمم المتحدة والإعداد لمؤتمر بيجينغ +15 ومراجعة تقييم بيجينغ +10. وطلبوا إلى "اسكوا" تقديم الدعم والمساعدة للآليات المعنية بالنهوض بالمرأة من خلال تقديم التدريب والمساعدات التقنية والاستشارية والدراسات. هذا وقد طالب المشاركون باستمرار العمل مع وسائل الإعلام من أجل تغيير الصور النمطية التي تُنشر للمرأة والتوعية بالاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق النساء.

 

وكان قد تم في الجلسة الافتتاحية للدورة تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والأمين التنفيذي لـ"إسكوا" السيدة مرفت تلاوي. كما تم خلال الدورة تكريم السيدة هيفاء أبو غزالة، المدير الإقليمي لـUNIFEM، والسيدة ودودة بدران، المدير العام لمنظمة المرأة العربية.