يُعتبر قياس مجتمع المعلومات المتعدد الأوجه من المهمات الصعبة للغاية. وقد اقتصرت مقاربات عملية القياس في الماضي على مجرد تجميع بيانات مختلفة عن مؤشرات مختارة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعديلها بواسطة بعض العوامل المرجحة، وتطبيق الأدوات الإحصائية. لكن هذه المقاربات تفتقر إلى الأساس النظري والفعالية. وبينما قد يبدو أن قياس مشهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتغير باستمرار أمراً كافياً، تؤكد هذه الدراسة أن التكنولوجيا ليست وحدها ما يغير المجتمعات، وبالتالي فإن جهود التقييم لا بد أن تتخطى قياس انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتبحث في الإطار الاجتماعي الذي تحصل فيه تلك التطورات.
وتقدم هذه الدراسة عرضاً للتقدم الذي أحرزه المجتمع الدولي في قياس مجتمع المعلومات وتؤكد أهمية تطوير نموذج موحد لتناول مجتمع المعلومات بأوجهه المختلفة، بما في ذلك تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تنمية المجتمعات المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، تبحث الدراسة في آليات للقياس تكون قادرة على تقييم الدور الأساسي الذي تؤديه مراكز الاتصالات الرقمية في تنمية المجتمعات المحلية في منطقة الإسكوا. وتقترح الدراسة إطاراً ومجموعة من المؤشرات لقياس تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تنمية المجتمعات المحلية. ويؤمل أن تساهم هذه الأدوات في زيادة قدرة المحللين على فهم فعالية وتأثير مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية وتعزيز إمكانيات تطوير مجتمع المعلومات في منطقة الإسكوا.