يترافق تسارع وتيرة التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتزايد إمكانات استخدامها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع تفاقم الأخطار التكنولوجية التي يفتعلها المخترقون مستغلين الطبيعة الكونية لهذه البيئة الرقمية العابرة للحدود الوطنية، مما يضعف ثقة المستخدمين بهذه التكنولوجيا وتطبيقاتها. ومن جهة أخرى، تعتبر الثغرات التقنية التي تشوب البنى الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقص في الأطر القانونية التي تنظم الفضاء السيبراني وتجرّم سوء استخدام هذه التكنولوجيا، من العوامل التي تساهم في تراجع ثقة المستخدمين بها. ويؤدي القصور في حماية شبكات ونظم المعلومات إلى إعاقة تطورها وبالتالي إعاقة تطور الخدمات الإلكترونية التي تسهل المعاملات الحكومية والإدارية والتجارية، كما يتسبب بتقلص الاستثمارات في هذا المجال، مما يفقد البلدان فرصاً ذهبية لتحقيق النمو الاقتصادي وتوليد فرص عمل جديدة. وتقدم هذه الدراسة عرضاً للإشكاليات المرافقة للبيئة السيبرانية والتي تقوّض ثقة المستخدمين بالخدمات الإلكترونية، كما تطرح الحلول المناسبة لمعالجتها والسياسات اللازمة لبناء الثقة بالفضاء السيبراني والخدمات الإلكترونية من أجل تطوير مجتمع المعلومات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.