كلمة معالي الدكتورة ريما خلف
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا
"المساواة للنساء، تقدّم للجميع". تحت هذا الشعار احتفل المجتمع الدولي بيوم المرأة العالمي لهذا العام. والمقصود تأكيد متجدد على أن أيّ تطور أو تقدّم أو سلام سيبقى منقوصاً ما لم تتمتّع المرأة بجميع حقوقها، وما لم تشارك بفعالية في صنع القرار في الاقتصاد والمجتمع وفي السياسة والثقافة.
و يحلّ يوم المرأة العالمي هذا العام والمنطقة العربية تواجه تحديّات جساماً، أمنيّة وسياسيّة ومؤسّسية وتشريعيّة، تعطل مسيرة التنمية الدائمة والشاملة، وتزيد من تهميش المرأة، وتمعن في إضعاف دورها على جميع الأصعدة التنمويّة. وبالرغم من التقدّم الملحوظ نحو تحقيق غايات الأهداف الانمائية للألفيّة في العديد من البلدان العربيّة، لاسيّما فى التعليم والصحة الانجابيّة، لا تزال المرأة العربية تعاني من التمييز فقط لأنها إمرأة، ومن عدم التكافؤ بين الجنسين في الحصول على الفرص والوصول الى الموارد والتصرف بها. فالمنطقة تسجل أعلى معدّلات لبطالة الإناث تقارب ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي. وتعتبر مشاركة المرأة العربيّة في العمل غير النظامي الأعلى في العالم، ولا تزال تتقاضى في المتوسط أجراً أقل من أجر الرجل على العمل نفسه. وبالرغم من تحسن مستوى مشاركة المرأة السياسيّة في بعض البلدان العربيّة مؤخراً، لا تزال المرأة في المنطقة غير ممثلّة بالقدر الكافي في المناصب العليا في التشريع والإدارة والعمل السياسي، حيث لا تتجاوز حصتها 10 في المائة في معظم البلدان العربية، وتنخفض في بعضها إلى 2 في المائة.
ونحن اذ نحيّي في هذا اليوم المرأة العربية ونثمّن اصرارها على المساهمة في مسيرة بناء المجتمع على أسس العدالة وحقوق الانسان، نشيد بصلابة عزيمتها وصمودها أمام موجات العنف غير المسبوقة والنزاعات التي تجتاح العديد من بلدان المنطقة. ونقف أمام كفاح المرأة الفلسطينية الرازحة تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي المستمر، وأمام معاناة المرأة السورية اللاجئة والنازحة وما تتعرض له من عنف وانتهاكات، وأمام نضال جميع النساء في المنطقة العربية من أجل الحصول على حقوقهن، كاملة غير منقوصة.
وفي يوم المرأة العالمي ندعو مجدّداً الحكومات والمنظمات المدنيّة للاستمرار في العمل المشترك، والبناء على الانجازات المحقّقة نحو نبذ كل عنف أو تمييز تتعرض له المرأة ومكافحته بجميع الوسائل، وجعل قضية المساواة الكاملة فى حقوق المواطنة وعدم التمييز في صلب أي خطة تنمويّة جديدة. . ونجدّد التزامنا في منظومة الأمم المتحدة بأن يكون عملنا من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربيّة، عملاً يستجيب لتطلّعات وآمال المجتمع بكامل عناصره.