كلمة معالي الدكتورة ريما خلف
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا
سعادة السفير وفيق رحيمى، أمين عام وزارة الخارجية، وممثل السيد وزير خارجية الجمهورية اللبنانية،
سعادة السفير ديريك بلامبلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان،
السيدات والسادة السفراء ورؤساء الوفود، وممثلو المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة العاملة في لبنان،
الحضور الكريم،
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً، ضيوفاً كراماً في مقر الإسكوا ببيروت. إنه حقاً ليوم خاص في تاريخ هذه المنظمة العريقة. فبعد دقائق قليلة سترفرف أعلامٌ ثلاثة جديدة أمام مقرّها، تزيّن صدرها، وتقرّب قلبها من طموح دغدغ أحلامها، منذ نشأتها. بعد دقائق، وإذ تصدح موسيقات قوى الأمن الداخلي اللبناني بـ "حماة الحمى" و "يا بلادي" و"منبت الأحرار" تُرفع أعلام الجمهورية التونسية وليبيا والمملكة المغربية تتويجاً لعملية انضمامهم للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، الإسكوا. أهلاً بهم أعضاء فاعلين ومتفاعلين مع محيطهم العربي ليصلوا مشرقه بمغربه، ومحيطه بخليجه، انطلاقاً من إيمان راسخ بوحدة المسيرة والمسار لهذه الأمة، وبالرسالة النبيلة لهذه المنظمة. وقد مكّن من انضمامهم البصيرة الثاقبة للدول الأعضاء التي أجمعت في الدورة الوزارية الأخيرة للإسكوا، على الترحيب بعضوية الدول الثلاثة الجديدة. وقد كان قرار الوزراء هذا يشي بوعي عميق لسمات الزمن الراهن، وتحديات الغد. رسالتهم لنا كانت واضحة. التكامل العربي، بمكوناته الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، لم يعد ترفاً فكرياً يمكننا الاستمرار في تجاهله. بل هو خيار استراتيجي، وشرط أساسي لتحقيق نهضة حضارية تحقق الأمن والرفاه للإنسان، والازدهار والمنعة للأوطان. والإسكوا، باعتبارها الذراع الإقليمي للأمم المتحدة في المنطقة العربية، عليها أن تساند دولها في تحويل هذا الخيار من حلم إلى حقيقة ومن فكرة إلى واقع معاش. ولا يخفى أن انضمام المغرب وليبيا وتونس إلى عضوية الإسكوا سينعكس إيجاباً ليس على تلك الدول فحسب، وإنما أيضاً على سائر الدول الأخرى، وعلى كفاءة المنظمة ذاتها. فهو سيرفع من قدرتنا على مواءمة أهدافنا وبرامجنا مع الأولويات الإقليمية، ويحسن استجابتنا لاحتياجاتها، ويجعلنا أكثر تواؤماً مع تركيبة المؤسسات الإقليمية القائمة، ولا سيّما جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصّصة ومكاتب الدول العربية التابعة لهيئات الأمم المتحدة. وكل هذا يعظّم من دور الإسكوا كمصدر للمعارف الجديدة، ومركز لتبادل الخبرات، وكحلقة وصل حيوية تربط بين المستويين الإقليمي والدولي. وإذ أرحب، بالنيابة عن جميع زميلاتي وزملائي في الإسكوا، بالمملكة المغربية، وليبيا، والجمهورية التونسية، لأؤكد التزامنا بالعمل لتنفيذ الشق الآخر من قرار الهيئة الوزارية القاضي بدعوة الدول العربية الأخرى للانضمام إلى صفوفنا في السنوات المقبلة، لتصبح هذه المنظمة بيتاً للدول العربية كافة. أختتم بتقديم جزيل شكري للبنان، الدولة التي تحتضن مقرنا بعطاء ودعم عز نظيرهما، وبالغ تقديري لكم، أصدقاء المنظمة، لعملكم معنا في إطار شراكة حقيقية خيّرة من أجل مستقبل أفضل.
وشكراً.