تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ندوة إعلامية غداً في الإسكوا المرأة العربية في مهب الريح وتسعى إلى مستقبل أفضل

02
آذار/مارس
2016
بيروت، لبنان

يتكلم غداً كل من معالي السيدة هيفاء الآغا، وزيرة شؤون المرأة في فلسطين، والسيدة لكشمي بوري، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ونائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والسيدة إيناس سيّد مكاوي، مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة في الجامعة العربية، والدكتورة مهريناز العوضي، مديرة مركز المرأة في الإسكوا، وذلك في ندوة إعلامية تعقد في في تمام الساعة 3:45 في مقر الإسكوا في وسط العاصمة بيروت.

وتأتي هذه الندوة في ختام الاجتماع رفيع المستوى الذي يعقد اليوم وغداً في بيروت بالتعاون مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والأمانة العامة لجامعة الدول العربيّة في نطاق التحضيرات الجارية لعقد الدورة الستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة (نيويورك، 14 آذار/مارس 2016 إلى 24 منه).

ويشارك في اجتماع بيروت وفودٌ رسمية رفيعة من الكويت والأردن وتونس وسوريا والسودان وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب وليبيا وموريتانيا.

والهدف من هذا الاجتماع هو توحيد رؤى الدول العربية فيما يخص تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والمضي قدماً لتحديد آليات تنفيذ محددة، بما يضمن صوت عربي موحد أثناء إجتماع الدورة الستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.
وكان اجتماع بيروت قد بدأ صباح اليوم بكلمة جامعة الدول العربية التي ألقتها مكاوي. ثم تكلم محمد ناصري، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، قبل كلمة الإسكوا التي ألقتها العوضي.

مكاوي

في كلمتها، قالت مكاوي إن اجتماع بيروت التحضيري يأتي تتويجاً للتعاون المستمر بين جامعة الدول العربية والإسكوا والمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الذي تجلّى في الفترة الأخيرة من خلال إعداد الخطة الإستراتيجية للنهوض بالمرأة العربية لما بعد 2015 )أجندة تنمية المرأة العربية 2015-2030 (. وأضافت أن اجتماع بيروت يأتي في ظروف معقّدة ومتشابكة طالت المنطقة في العقد الأخير حيث تراكمت آثارها وتداخلت تداعياتها وألقت بظلالها على الجميع وبخاصة المرأة العربية، "فلا يستطيع أحد أن يختلف على أن النساء قد لعبن الدور الأكبر خلال هذه الفترة، حيث وقفن بأدوارهن المتعددة والمتنوعة في الصفوف الأولى ليدافعن عن الأوطان أرضاً وهوية".

وأضافت أنّ الجامعة العربية تعمل جاهدةً من اجل إنفاذ كافة التعهدات الدولية في مجال حماية المرأة بصفة خاصة تحت النزاعات المسلّحة وما بعدها.

ولفتت إلى أنّه لا تقدم ولا نجاح دون توفير الأمن الاجتماعي والإنساني للمجتمعات العربية وأن "هناك علاقة وثيقة شرطية وجدلية بين فاعلية المرأة في دوائر حركتها المتعددة وبين تحقيق التنمية المستدامة وأنّه كلّما أتيحت الفرص بكفاءة وعدل أمام النساء، وكلما أتيحت للمرأة حرية لتمارس أدواراً متنوعة: سياسية، اجتماعية واقتصادية، وثقافية، بفعالية، فإنّ قدراً كبيراً من الرفاهية يتحقق للمجتمع.
وتمنّت أن يخرج اجتماع بيروت برؤية عربية موحّدة تهتم بتحليل أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر من منظور النوع الاجتماعي في ظل أولويات المنطقة، ترسم خطوات تجاه تحقيق أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 والمستقبل "الذي نريده للفتيات والنساء، إيماناً منا بأن المرأة هي عنصر هام للدفع بعجلة التنمية والتقدم وإحلال الأمن والسلام في المجتعات".

ناصري

ثم ألقى ناصري كلمة جاء فيها: "في العام الماضي، إتفق العالم أجمع على أجندة موحدة للتنمية المستدامة من 17 هدف، يركز أحدهم على المساواة بين الجنسين بمفهومها الشامل، ولا يخلو الـ16 هدف المتبقين من المرأة كمتضررٍ من الأوضاع الحالية بالخصوص، وكعنصرٍ دافعٍ للتغيير من جهةٍ أخرى.

 كما تَواصَل في العام الماضي ارتفاع معدلات التطرف، والنزاعات التي تنهش جسد المنطقة في أكثر من دولة وما ترتب على ذلك من أزمةٍ إنسانيةٍ وأمنيةٍ طاحنةٍ حصلت فيها النساء كما جرت العادة على أكثر من نصيبهن العادل من العواقب دون أن يحصلن على بعضٍ من أبسط حقوقهن في الحماية والكرامة الإنسانية. كما شهدنا استمراراً للتضييق المتزايد في المساحات المتاحة للأصوات المنادية بالتغيير من المجتمع المدني في شتي بقاع العالم، بالإضافة للنقص المزمن في تمويل منظمات المجتمع المدني المستقلة".

ولفت إلى أهمية المجتمع المدني كشريك لا تستقيم بدونه التنمية، وإلى أن الأمم المتحدة قد تستطيع قيادة الجهود العالمية لصياغة الأطرِ الحقوقية وتنظيم جهودِ تبادلِ الخبرات، وتصميم البرامج على مختلف الأصعدة والمستويات، ولكن تبقى منظمات المجتمع المدني هي الأقدر على تحديد احتياجات المجتمعات المحلية بحكم الاحتكاك المباشر والأكثر قرباً علي الأرض.  

وأشار إلى أنّه بالرغم من وقوف ممثلين عن أكثر من 80 دولة في شهر أيلول/سبتمبر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليتعهدوا بالعمل من أجل تحقيق المساواة في بلادهم، ظل تمثيل المنطقة العربية من تلك الالتزامات منخفضاً. كما لم تكن إرادة الحكومات يوماً كافيةً لصنع تغييرٍ ملموس، ولم تكن جهود الأمم المتحدة في الدفع من أجل الوصول لتلك الالتزامات ضماناً لتحقق التغيير. بل يأتي التغيير بالأساس من مجتمعات مدنية نشطة، على اتصال وثيق بنبض شعوبها المباشرة، قادرةً على المطالبة مراراً وتكراراً بتنفيذ تلك الإرادة وترجمة التزامات الحكومات إلى سياسات وقوانين وممارسات وتحولات اجتماعية من شأنها الوصول لأعتاب التغيير، ولديها الإرادة والخبرة لمراقبة تطور تنفيذ تلك الالتزامات وتحديد الأولويات والدروس المستفادة بصورةٍ دائمة.

العوضي

ثم ألقت العوضي كلمة الإسكوا التي جاء فيها: " تُعقد الدورة الستون هذا العام تحت شعار "تمكين المرأة وعلاقته مع التنمية المستدامة"، وذلك ضمن خضم المسار الدولي لتفعيل وتنفيذ أجندة عام 2030 وما يتضمنه ذلك من مواءمتها مع خصوصية كل منطقة. ويتصدر جدول أعمال الدورة الستين مراجعة للتقدم المحرز لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة على المستوى العالمي، وهي مراجعة تأتي في وقت تواجه فيه المرأة العربية تحديات غير مسبوقة، منها تحولات ديمغرافية جذرية ومنها قتل واحتلال وتشريد، إضافة إلى اختلالات في البُنى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما يضع على عاتقنا جميعاً مسؤوليات أكبر للتعامل مع هذا الواقع المتغير والصعب بكل المقاييس. كما يتصدر جدول أعمال الدورة الستين كيفية تطبيق أجندة التنمية المستدامة كحل اتفق عليه رؤساء العالم للمضي قدماَ للوصول للعدالة والتنمية.

وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره المقدم لهذه الدورة بعنوان "تمكين المرأة وعلاقته مع التنمية المستدامة" أن خطة عام 2030 تطمح إلى أن تتأكد من "عدم إغفال أي أحد"، من خلال اعتمادها مبادئ حقوق الإنسان واتسامها بالشمول وتكاملها مع بقية مسارات التنمية الدولية والإقليمية، بما فيها منهاج عمل بيجين بعد عشرين سنة وأضيف إلى ذلك إعلان مسقط الذي تبنيتموه تحت عنوان "نحو تحقيق العدالة بين الجنسين في المنطقة العربية".

ويأتى اجتماعنا هذا كخطوة هامة لتعزيز الدور العربى المشترك والوصول إلى صوت واحد ورؤية موحدة نتبناها جميعا خلال الدورة الستين وذلك لضمان وحدة الصف العربى وترسيخاً لرؤيتنا والخروج بخطوات جادة. فقد علمتنا التجارب السابقة أن في اتحادنا قوة وهذا هو ما نهدف أليه فى اجتماعنا هذا.... أن نتحد".

تجدر الإشارة إلى أن لجنة وضع المرأة هي لجنه فنية تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة تأسست عام 1946، وتعتبر الهيئة الأساسية الرئيسية المخصصة حصرأ لصنع السياسة العالمية فيما يتعلق بالمساواة ما بين الجنسين والنهوض بالمرأة. وتهدف لجنة وضع المرأة إلى إعداد التوصيات والتقارير للمجلس حول تعزيز حقوق المرأة في المجال السياسي والاقتصادي والمدني والاجتماعي والتعليمي.

****

لمزيدٍ من المعلومات:

يمكن متابعة أخبار الإسكوا على تويتر: @ESCWACIU

 وفايسبوك : https://www.facebook.com/unescwa

وعلى موقع الإسكوا الجديد على الانترنت:  www.unescwa.org