تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في اليوم العالمي للمياه (22 آذار/مارس) اسكوا: المنطقة تواجه تحدياً استراتيجياً خطراً

22
آذار/مارس
2006
بيروت

لفتت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا) -- وهي من الأجهزة الإقليمية الرئيسية للمنظمة الدولية-- إلى أن منطقة غربي آسيا تواجه تحدياً استراتيجياً خطراً في ما يتعلق بوضع المياه إذا ما اخذ بعين الاعتبار أن معظم مياه المنطقة ينبع من خارجها.

موقف "اسكوا" هذا جاء في بيان أعدته لمناسبة اليوم العالمي للمياه (22 آذار/مارس) الذي تحييه دول العالم وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 22 كانون الأول/ديسمبر 1992.

واعتبر البيان أن منطقة "اسكوا" هي من أكثر المناطق شحاً في المياه ما يجعلها تتعرض لضغوط وتحديات تتمثل في استنزاف خزانات المياه الجوفية بشكل مستمر ومتزايد وفي تدني نوعية المياه في العديد من بلدان المنطقة نتيجة لتلوث المياه السطحية والجوفية على حد سواء. وهذا يتزامن مع زيادة مطردة في النمو السكاني في العديد من هذه الدول مما يؤثر سلباً على كمية المياه الصالحة والمتاحة.

وقال البيان إن دول المنطقة بذلت الكثير من الجهود لإيجاد حلول لتحديات شح موارد المياه خلال السنوات الأخيرة غير أن كل هذه الجهود افتقرت إلى عناصر التكامل والمشاركة الشعبية فكان نصيبها التفتت وصعوبة التنفيذ. واستدراكاً منها لهذا الأمر وحرصاً منها على توسيع رقعة الفائدة من الجهود التي تبذلها دول المنطقة، تقوم "اسكوا" بالتركيز على تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية من منظور شامل وليس من منظور قطاعي ضيق بحيث تتم عملية تنمية وإدارة المياه والأراضي مع غيرهما من الموارد الطبيعية ذات العلاقة من اجل تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي بأسلوب منصف وبدون التضحية بالمنظومات الايكولوجية الأساسية. ومن أجل الوصول الى هذا الهدف، أعدت "اسكوا" برنامجاً طويل الأمد يشمل أربعة محاور أساسية هي:

أولاً، تقديم الدعم والمساعدة الفنية للبلدان الأعضاء نحو تطوير وتطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية. ففي هذا الصدد، اعدت برامج إرشادية حول مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية منذ العام 2002. ومن ثم تقييم سياسات إدارة الموارد المائية ومساعدة الدول الأعضاء في إعداد خطط الإدارة المتكاملة للموارد المائية خلال عامي 2004 و 2005. كما يتم حالياً مساعدة تلك الدول من خلال برنامج العمل لعامي 2006-2007، في العمل على التطوير المؤسسي والقانوني اللازم لتنفيذ خطط الإدارة المتكاملة للموارد المائية على المستويين المحلي والوطني.

ثانياً، بناء قدرات الدول الأعضاء على تبني وتطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية. فقد وضعت "اسكوا" دليلاً إرشادياً يتضمن الأبعاد التقنية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية والقانونية وهي بصدد إعداد دليلين تدريبيين للبرلمانيين والإعلاميين العرب بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية وذلك بهدف توضيح دور كل من هاتين المجموعتين في تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية. هذا بالإضافة إلى دورات تدريبية عقدت في الكويت وبيروت بين شهري أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر 2006 وإعداد دراسة حول دور المرأة الريفية في إدارة الموارد المائية.

ثالثاً، لقد ظهرت الحاجة مؤخراً إلى شبكات للربط بين مراكز التدريب والأبحاث في مجال المياه والهيئات والمؤسسات في دول المنطقة في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية. فتمّ إنشاء شبكة للربط بين الدول وهي "الشبكة العربية للإدارة المتكاملة للموارد المائية" (AWARNET)، ومقرها "اسكوا"، هدفها تعزيز التعاون في المنطقة وبناء القدرات حول الإدارة المتكاملة للموارد المائية والدعوة إلى تطبيق مبادئها. وينتمي إلى هذه الشبكة ممثلون عن خمسين دولة عربية ومؤسسة مختصة في مجال المياه من تلك الدول. كما أن "اسكوا" بصدد إنشاء شبكة جديدة تحقق الترابط المطلوب بين مرافق مياه الشرب والصرف الصحي وذلك بغرض نقل الخبرات وتبادل المعلومات وتنسيق المواقف في مساهمة لتحقيق أهداف الألفية والتي تختص بتوفير مياه الشرب الصالحة وصحة البيئة.

رابعاً، أما فيما يخص إدارة موارد المياه المشتركة من خلال منظور الإدارة المتكاملة للموارد المائية، فقد تناولت "اسكوا" هذا الموضوع منذ العام 2000 الذي يركز على أهمية إعداد المنطقة لإدارة الموارد المائية المشتركة إدارة فعّالة. وفي هذا الإطار، تم التركيز على الجوانب القانونية لإدارة الموارد المائية المشتركة في منطقة "اسكوا" من خلال عقد ورش عمل لبناء قدرات دول المنطقة. تلى ذلك عقد ورش عمل تدريبية عن مهارات التفاوض على المياه المشتركة لكل من فلسطين والجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية. كما تقوم "اسكوا" حالياً بدراسة جدوى إنشاء مركز إقليمي بهدف بناء قدرات دول المنطقة حول إدارة الموارد المائية المشتركة. إضافة إلى ذلك، نظمت "اسكوا" ورشة عمل حول "أدوات إدارة مصادر المياه الجوفية المشتركة في منطقة الشراكة الأورومتوسطية" في بيروت من 12 إلى 13 كانون الأول/ديسمبر 2005، حيث تعتبر المياه الجوفية في منطقة "اسكوا" مصدراً أساسياً للمياه. وقدمت خلال ورشة العمل هذه النتائج الأساسية حول دراسة تحليلية للأدوات المستخدمة في إدارة المياه الجوفية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد نتج عن هذا الاجتماع تبادل المعرفة فيما يتعلق بالإدارة المستدامة للخزانات الجوفية المشتركة (الأبعاد الفنية، والقانونية، والمؤسسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية)، وتأسيس آلية للتعاون في ما بين تلك الدول.

من جهة أخرى، فإن "اسكوا" تحرص دوما على مشاركة الدول الأعضاء في المنتديات والندوات العالمية التي تناقش مشاكل المياه وكيفية الوصول إلى حلول عملية تتناسب مع خصائص المنطقة البيئية والثقافية والاجتماعية. وفي هذا الإطار، فقد تم الإعداد للمنتدى العالمي الرابع للمياه المنعقد حالياً في المكسيك حيث شاركت "اسكوا"، وبالتنسيق مع المجلس العربي للمياه والدول الأعضاء، بالتحضير لموقف عربي موحد بشأن قضايا المياه الراهنة من خلال الإعداد لورقة إقليمية حول وضع المياه في منطقة “اسكوا”. وبما أن منطقة "اسكوا" لها جذور عميقة في الإرث الثقافي المتعلق بالإدارة المتكاملة للموارد المائية والمتمثل بنظام الأفلاج، وحيث أن العمانيين توصلوا منذ حوالي ألفى عام إلى تطبيق هذا النظام القائم على تكامل إدارة الموارد المائية والزراعية كثروات طبيعية تحقق الرخاء والرفاهية للمجتمع البشري، فقد قامت “اسكوا” بالتعاون مع سلطنة عمان بإعداد دراسة حول نظام ألأفلاج كمنظومة اجتماعية واقتصادية وبيئية متكاملة.