قال اليوم نائب الأمين التنفيذي لـ"اسكوا" السيد عاطف قبرصي: "ان تسارع وتيرة العولمة يؤدي إلى تزايد التحديات والفرص التي تواجه دولنا الأعضاء على حد سواء. وان وضع الجولة الحالية لمفاوضات منظمة التجارة العالمية دقيق، لذا بات من المهم جداً أن تكون دولنا الأعضاء مستعدة تماماً للمباحثات القادمة". كلام قبرصي جاء خلال إلقائه كلمة نيابة عن الأمين التنفيذي لـ "اسكوا السيدة مرفت تلاوي في افتتاح الدورة التدريبية الإقليمية الثانية حول "المواضيع الأساسية المطروحة على الأجندة الاقتصادية الدولية" التي تعقدها "اسكوا" ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في بيت الأمم المتحدة، بيروت، والتي تستمر لغاية 16 تموز/يوليو 2006.
وقد تكلم في الجلسة الافتتاحية أيضاً كل من نائب الأمين العام لـ"أونكتاد" السيد ديرك بروينسما، ممثلاً الأمين العام السيد سوباشاي بانيتشباكدي، ورئيس إدارة العولمة والتكامل الإقليمي في "اسكوا" السيد ناظم عبدالله.
وفي كلمته، قدم قبرصي أيضاً أمثلة مفصلة عن التعاون الناجح بين "اسكوا" و"أونكتاد" بما في ذلك الدورة التدريبية حول "إدارة الدين" التي عقدت في بيروت في العام 2004 والتي وفرت للمسؤولين الحكوميين التوجيهات اللازمة لتحسين مراقبة الديون الخارجية والمحلية في بلدانهم وإدارتها؛ ومساعدة 8 من الدول الأعضاء في "اسكوا" على تأسيس قاعدة معلومات حول الاستثمار الأجنبي المباشر. واختتم قبرصي بالقول ان بناء القدرات هو العامل الأساسي للتنمية في المنطقة العربية.
بروينسما
من ناحيته اعتبر بروينسما ان هذه الدورة التدريبية تتيح الاستفادة من الأبحاث واسعة النطاق التي تقوم بها "اونكتاد" حول عدد من المواضيع المعنية بالسياسات التنموية. وفي ما يخص التطورات الأخيرة في المنطقة، قال: "قدر نمو المنطقة ككل بـ5.3% تقريباً في العام 2005 في الوقت الذي تتمتع فيه الدول المصدرة للنفط بتوسع مستمر بنسبة 5.9%. هذا وتمكنت الدول المستوردة للنفط في المنطقة من الاستفادة بشكل عام من تأثيرات الفائض المالي الناتج عن الفورة النفطية وذلك بالرغم من معاناة هذه الدول من تدهور شروط التجارة".
وفي مجال الاستثمار الأجنبي المباشر، اعتبر بروينسما ان ارتفاع أسعار النفط والغاز في آن واحد ومعدلات النمو الاقتصادي المرتفعة نسبياً والتحرير التجاري المستمر أظهرت ان المنطقة شهدت خلال السنوات القليلة الماضية أعلى نسبة نمو لها من بين المناطق النامية الأخرى في مجال تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، وخاصة في لبنان وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة. كما شدد على أنه لا يزال هناك عدد من التحديات التي تواجهها المنطقة بما في ذلك إدارة الاقتصاد في وجه تدفق العائدات؛ والإنفاق الحكيم للأرباح غير المتوقعة؛ وتنوع الاقتصادات؛ ومعالجة المشاكل الاجتماعية بطريقة أكثر استدامة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة التدريبية قد أُعدت لصانعي القرار في الدول النامية في المنطقة العربية كي تعرفهم على مجموعة واسعة من مواضيع التجارة الدولية والشؤون التنموية وتُبني معارفهم ومهاراتهم في هذه المجالات وذلك بهدف تمكينهم من اتخاذ قرارات واعية حول مشاركة بلدانهم في التجارة على المستويات الثنانية والإقليمية والدولية.
ويشارك في الدورة التدريبية ممثلون عن وزارات التجارة في البحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان وعُمان وفلسطين والمملكة العربية السعودية واليمن. وخلال الورشة، سوف يتمكن المشاركون من تعزيز إندماج بلدانهم في نظام التجارة العالمي بطريقة تراعي الشروط التنموية وذلك عن طريق استيعابهم للعناصر والاتجاهات التي تحدد الأجندة الاقتصادية الدولية. كما سوف يقومون بتحليل التداخلات ما بين التجارة والاستثمار والتنمية وكيفية صياغة سياسات إنمائية متكاملة على المستوى الوطني. هذا وسوف يطلع المشاركون أيضاً على كيفية اعتماد نهج متعدد الأبعاد عند تناولهم لقضايا التجارة والتنمية ويستعرضون أفضل الممارسات في وضع السياسات التجارية الوطنية والإقليمية والدولية.