
بحث المشاركون في "المؤتمر الصناعي العربي الدولي"، الّذي عُقد في القاهرة الشهر الماضي، العقبات الاقتصادية والبيئية والصناعية الرئيسية التي تواجه المنطقة العربية، وتحول دون تحقيق تنمية مستدامة بين دولها، مشدّدين على أهميّة دور الصناعة في مواجهة تحديّات مثل القضاء على الفقر، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتأثير على البيئة والتغيّر المناخي.
وقدّم المؤتمر، الّذي شارك في تنظيمه "مركز الإسكوا للتكنولوجيا"، بالتعاون مع عدد من المنظّمات العربيّة والدوليّة، مجموعة من التوصيات الّتي يمكن أن تساهم في تعزيز دور الصناعة في التغيير في أنماط الإنتاج والاستهلاك بما يمكّن من الحفاظ على الموارد الطبيعية في البلدان العربية، أبرزها إشارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري خالد عبد الغفار إلى "أهميّة وضرورة الربط بين البحث العلمي وبين الصناعة، وإيجاد شراكات فاعلة بين الصناعة العربية ومراكز البحوث العلمية".
أمّا المهندس عادل الصقر، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، فقد اعتبر أنّ "التعاون هو الهدف الأسمى بين الدول العربية، في مجالات تبادل الخبرات وتوفير الدعم الفنّي في المشاريع، مثل مشروعيّ "الأطلس الصناعي العربي" و"سلامة الغذاء".
واتفق المشاركون، وعددهم نحو 450 مشاركًا من القطاعين العام والخاص في 14 دولة عربية، وبينهم ممثلون عن منظمات وهيئات عربية واقليمية ودولية، بالإضافة الى خبراء وباحثين وأكاديميين، على أهميّة الربطّ بين القطاعات الصناعية العربية وبين الصناعات العالمية، لجهة البحث والتطوير والتسويق ونقل التكنولوجيا باعتبارها آليات تنموية لمساعدة أصحاب المبادرات على إنجاز مشاريع بحثية وصناعية قابلة للتنفيذ وذات استمرارية.
وقد أقام كلّ من "مركز الإسكوا للتكنولوجيا" و"المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين"، ورشة عمل ناقشت الحلول للمشكلات التي تواجه الصناعة العربية من صعوبات تمويل البحث العلمي، وصولا إلى انعدام تفاعل القطاع الخاص والمستثمرين مع نتائج البحث العلمي لسد الفجوة بين الصناعة وبين البحث العلمي والقطاع الخاص، وبالأخص في مجالات الطاقة والمياه والغذاء.
وقدّمت ريم النجداوي المدير التنفيذي لمركز الاسكوا للتكنولوجيا ورقة متخصصة تناولت دور ومساهمة الاسكوا في تطوير مواد وادوات المعرفة، وتطوير القدرات لرسم السياسات التي تعزز من استخدامات التكنولوجيات الخضراء والملائمة والتي من شأنها دعم خطط التنمية المستدامة وأهدافها العالمية.
وخرج المؤتمر بأربع توصيات رئيسيّة هي:
- التأكيد على أهمية تغيير سياسات وانماط الانتاج الصناعي غير المستدامة، والعمل على ادماج أهداف التنمية المستدامة 2030 ضمن البرامج والخطط والاستراتيجيات الصناعية في الدول العربية.
- ايلاء اهتمام أكبر لقضية الترابط بين القطاعات الصناعية العربية وبين الصناعات العالمية بمختلف حلقاتها من بحث وتطوير وتسويق ونقل للتكنولوجيا، باعتبارها اليات تنموية لمساعدة اصحاب المبادرات لإنجاز مشاريع بحثية وصناعية قابلة للتنفيذ وذات استمرارية.
- ضرورة الاهتمام بالكفاءات العلمية ورواد الاعمال والابتكار وبناء القدرات وتنمية المهارات، والترويج لإنشاء الحاضنات الصناعية والتكنولوجية باعتبارها اليات تنموية لمساعدة اصحاب المبادرات لإنجاز مشاريع بحثية وصناعية قابلة للتنفيذ وذات استمرارية.
- تهيئة المناخ الملائم للدخول في الثورة الصناعية الرابعة والاهتمام بدراسات الاستشراف التكنولوجي والذكاء الصناعي وتعزيز فرص الابتكار والإنتاج المعرفي، ودعم البرنامج العربي لتطوير علوم وتقنيات النانو والتقنيات المتلاقية في المجالات ذات الأولوية (المياه، الطاقة والغذاء).
أمّا الدول المشاركة في المؤتمر فهي: الاردن، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، عُمان، فلسطين العراق، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن.
وقد شارك "مركز الإسكوا للتكنولوجيا" في تنظيم المؤتمر الصناعي العربي الدولي، والمعرض المصاحب له والذي عقد في القاهرة خلال الفترة من 6 إلى 8 آيار/مايو 2018 وعنوانه "خطوات نحو التنمية الابتكارية المستدامة"، بالتعاون مع كل من "المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين" و"المركز القومي للبحوث المصري" و"منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" و"الوكالة السويدية الدولية للتعاون الإنمائي."