تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإسكوا و8 دول أعضاء في المنتدى السياسي الرفيع المستوى في نيويورك

27
تموز/يوليو
2018
بيروت-نيويورك

توافد مئات من كبار المسؤولين وصانعي القرار من حول العالم إلى نيويورك في بداية شهر تموز/يوليو للمشاركة في المنتدى السياسي الرفيع المستوى الذي يتابع سنويًا التقدم الذي حققه العالم في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
 
ومن بين 46 دولة من حول العالم، قدّمت 8 دول أعضاء في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تقاريرها الوطنية الطوعية. وعرضت كلٌّ من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمملكة العربية السعودية تجاربها وقصص النجاح والدروس التي استخلصتها في سياق جهودها لتحقيق أهداف التنمية.
 
وقد شاركت الإسكوا في المنتدى الذي عُقِدَ بين 9 و18 تموز/يوليو ممثلةً بأمينها التنفيذي الدكتور محمد علي الحكيم على رأس وفد من المسؤولين في اللجنة الإقليمية المعنيين بشكل خاص بالمياه والطاقة والموارد البيئية (المدن المستدامة والاستهلاك بمسؤولية والحياة في البرّ) التي ركّز عليها المنتدى هذا العام إضافة إلى الشراكات لتحقيق الأهداف.
 
وفي جلسة حول "دروس من المناطق" ضمّت رؤساء اللجان الإقليمية الخمس، قدّم الحكيم عرضًا شرح فيه عمل الإسكوا في المنطقة العربية وقال: "نعمل للدفع قدمًا نحو تغيّر ثقافي من أجل تحقيق التنمية المستدامة مع التركيز على الحلول الإقليمية للتحديات التي تواجه دول المنطقة" مشدّدًا على أنّ السلام مسؤولية عالمية وأنّ المهمة الرئيسية تقضي بعدم إهمال أحد.
 
وفي حلقة نقاش رفيعة المستوى حول التجارب الإقليمية في ما يتعلق بالتكنولوجيا والابتكار بهدف توفير فرص العمل للشباب، سلّط الحكيم الضوء على تحدّيين إقليميين رئيسيين تمثّلا بأنّ المنطقة العربية عمومًا مستهلكة للتكنولوجيا وغير منتجة لها وأنّ قدرة الحصول على الخدمات التكنولوجية تتفاوت بين البلدان وليست متساوية.
 
كذلك، قدّم الوفد اللبناني بصفته رئيس المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2018 تقرير المنطقة العربية والتوصيات التي خرج بها في نيسان/أبريل الماضي.
 
على هامش المنتدى
وعلى هامش المنتدى، عُقِد العديد من الاجتماعات الجانبية. ففي ندوة لجامعة الدول العربية حول الشراكات، سلّط الوفد اللبناني الضوء على التعاون مع الإسكوا من أجل تحقيق خطة التنمية المستدامة وركّز على دور القطاع الخاص في إرساء البنية التحتية اللازمة لتحقيق الأهداف العالمية.
 
كذلك، كان لمديرة شعبة سياسات التنمية المستدامة في الإسكوا رلى مجدلاني مداخلة خلال اجتماع جانبيّ تناول التقدّم الذي تحقق في تنفيذ الهدف العالمي المتعلق بالطاقة وتحدّثت عن أبرز ما توصّل إليه تقرير الإسكوا حول التقدم المحرز في مجال الطاقة المستدامة في المنطقة العربية.
 
وفي اجتماع حول الرابط بين الطاقة والمياه من أجل التنمية المستدامة تمثّلت الإسكوا برئيسة قسم الطاقة  راضية سداوي التي شدّدت على ضرورة تكثيف الجهود للتعاون بين مختلف المعنيين بالمياه والطاقة بدءًا من التخطيط ووصولاً إلى التنفيذ. وفي مداخلة لها حول الاجتماعات العربية التحضيرية للمنتدى العربي للتنمية المستدامة حول الطاقة والمياه والبيئة، أكّدت سداوي على أهمية مقاربة أجندة 2030 بصورة متكاملة وشاملة من أجل تحقيق أنماط مستدامة للاستهلاك والإنتاج.
 
لقاءات الأمين التنفيذي
وبالتوازي مع مشاركته في المنتدى، التقى الأمين التنفيذي للإسكوا الدكتور محمد علي الحكيم عددًا من كبار المسؤولين المعنيين بشؤون التنمية الإقليمية والعالمية. فاجتمع ورؤساء اللجان الإقليمية الأربعة الأخرى بالمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (برنامج الموئل) ميمونة محمد شريف التي دعت اللجان الخمس إلى التعاون على وضع خطط إقليمية لتنفيذ الخطة الحضرية الجديدة وتحسين البيانات المتعلقة بالهدف العالمي المتعلق بالمدن والمجتمعات المحلية المستدامة. وتحدّث الحكيم عن السرعة التي تنمو فيها المدن في المنطقة العربية لأسباب مختلفة منها النزاعات والهجرة والتغير المناخي، وأعرب عن تصميم الإسكوا على دعم عمل البرنامج مشيرًا إلى بعض جهودها الحالية على صعيد التخطيط لإعادة الإعمار في مناطق النزاعات وكيف ترتبط بالخطة الحضرية الجديدة المذكورة.
 
كذلك، التقى الأمين التنفيذي بوكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية زنمين ليو وشدّد على تعويل اللجنة الإقليمية على التعاون الوثيق بين الاثنين، منوّهًا بالمشاريع المشتركة في مجال الإحصاءات. بدوره، دعا ليو إلى وضع استراتيجية جديدة للتعاون إضافة إلى سبل التعاون التقليدية لدعم البلدان مضيفًا أنّ هناك حاجة لاعتماد مقاربة خاصة بكلّ دولة ومنطقة.
 
إلى ذلك، انضمّ الأمين التنفيذي إلى الأمناء التنفيذيين في اللجان الإقليمية الأربعة الأخرى في لقاء مع رئيس مجموعة الـ77 والصين مثمّنًا دور مصر بتولّي هذا المنصب للعام 2018.
 
وعلى الصعيد الإقليمي، كان للحكيم لقاء مع وزير البيئة في الأردن نايف حميدي الفايز الذي أعرب عن رضى بلاده عن مستوى التعاون الحالي مع الإسكوا وأكّد على أهمية اعتماد نظرة عابرة للقطاعات في العمل في ضوء الميل الدائم نحو إغفال الروابط بين القطاعات. وأثنى الحكيم على رأي الوزير الفايز وأشار في معرض الحديث إلى القضايا البيئية العابرة للحدود مثل العواصف الرملية والترابية وما يتطلّب ذلك من حلول إقليمية للتعامل معها. وشدّد الحكيم على أهمية الاعتماد على الطاقة المتجددة ليس فقط باعتبارها خيارًا بيئيًا إنما أيضًا كونها خيارًا اقتصاديًا. وذكّر بأن الدورة الوزارية الأخيرة للإسكوا قد اتخذت قرارًا بشأن إنشاء مركز تغير المناخ وهو سيكون له صدى إيجابي على المنطقة.