تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإسكوا في ختام لقاء عمَان: لدينا إيمان كبير باننا سوف نتخطى ما نحن فيه

23
أيار/مايو
2015
عمّان-بيروت

 

شكر اليوم الدكتور عبدالله الدردري، نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، سمو الامير الحسن بن طلال على رعايته الكريمه للقاء عمَان وأعلن أن التعاون مع معهد آسيا وشمال إفريقيا (وانا) سوف يستمر في السنوات المقبله . 
الدردري كان يتكلم في ختام مداولات دعت إليها الإسكوا بالشراكة مع "وانا" في 21-22 أيار/مايو الجاري تحت عنوان " ديناميات الأزمات المزمنه و الصمود في المنطقه العربيه" . وقد توسعت المداولات فنوقش صباح اليوم الوضع في اليمن وما يمكن ان تقدمه الإسكوا من مشورة فنيه لمواجهة التحديات التي سوف تشهدها مرحله ما بعد الازمة. 
وقد جمع لقاء عمَان، الذي عقد في فندق كيمبيسكي، نخبه من المفكرين والمفكرات العرب و الاجانب ناقشوا الأزمات التي تتخبط بها المنطقه وفرص التعامل معها بما في ذلك تأثير هذه الازمات على الدول المحيطه بها كتأثير الأزمة السوريه على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان والأردن وتأثير الأزمة الليبيه على تونس. 
ولفت الدردي الى أن المفكرين والمتخصيصين الذين شاركو في لقاء عمَان اجمعوا على ان التعاون مع ازمات المنطقه لا يتم من خلال تعاون امني او اقتصادي او سياسي حصرا، بل لا بد من رؤيه متكامله عابرة للقطاعات مع التعمق في خصوصية كل دولة وذلك بهدف تحويل الأزمات والتحديات التي تتفرع منها إلي فرص يمكن البناء عليها للوصول إلى التنمية المستدامة. وختم بالقول إن الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية ليست بجديدة فهي كانت حاضرة دائما على مدى تاريخها لذلك "لدينا إيمان كبير باننا سوف نتخطى ما نحن فيه". 
وفي سياق تعليقاته الأخيره على الأزمات في المنطقه "التي اصبحت عابره للحدود" على حد قوله، قال الدردري إنه بحسب دراسة مشتركة أعدتها الإسكوا ووزارة الاقتصاد التونسية، تكبّدت تونس حتى الآن خسارة تقدّر بـ5.7 مليار دولار أميركي من جراء الأزمة الليبية. 
وأضاف أن "الدعم الدولي لتونس قليل جداً. إذ منذ العام 2011، لم يتخط إجمالي المساعدات الإنمائية 700 مليون دولار أميركي، مقابل ما يزيد على 4 مليارات دولار حصل عليها المغرب، و3 مليارات تقريباً للأردن وما يزيد على 15 مليار دولار لمصر. وفي هذا الإطار، تدعم الإسكوا بشكل كبير هذه الرسالة المفتوحة للولايات المتحدة الأميركية من أجل زيادة مساعداتها لتونس، كي تبلغ 800 مليار دولار أميركي". 
ورأى الدردري أن "تونس هي البلد الوحيد الذي يمر بفترة انتقالية ناجحة وواعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأسرها. فبعد ثورة الياسمين، شكلت الانتخابات التونسية اول تجربة من نوعها في العالم العربي من حيث الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة. ولكن المرحلة السياسية الانتقالية قد بدأت للتو وسوف يتطلب الأمر سنوات عدة من أجل توطيد التغيرات الكبيرة ولا سيما في مجالي الأمن والاقتصاد". 
 
وأضاف: "وفي هذه الأثناء، وكما هو الحال في أية فترة انتقالية سياسية، سوف يترتب على سير تونس نحو الديمقراطية كلفة اقتصادية ملموسة بالإضافة إلى الكلفة الاقتصادية التي تعاني منها من جراء الأزمة الليبية. 
أما في ما يخص الأزمة في اليمن، قال الدردري إن الإسكوا تسعى إلى الخروج بمشروع شبيه من حيث الشكل بالذي تقوم به بشأن الأزمة في سوريا، وهو جمع خبراء وفنيين من الأطراف كافة في حوار مبني على خيارات علمية متعددة في كل قضية من القضايا والأولويات الملحة مما يسهل لليمنيين الخروج بتصور للمرحلة المقبلة. ويكون هذا التصور مدعوما من الإسكوا بصفتها جهة أممية حيادية. 
أما المديرة التنفيذية لـ "وانا" إريكا هاربر فأثنت على التعاون القائم بين الإسكوا والمعهد وشددت على ضرورة متابعة النشاطات المشتركة في المرحلة القريبة المقبلة. 
****