تنظّم "الإسكوا" اجتماع خبراء حول " الدليل الاجتماعي للمراصد الحضرية"، في 20-21 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، في بيت الأمم المتحدة، ساحة رياض الصلح.
ويشارك في الاجتماع، الذي يفتتح في تمام الساعة 9:30 من صباح يوم الخميس 20 تشرين الثاني/نوفمبر، عدد من الخبراء في شؤون المراصد الحضرية والسياسات العامة والحضرية، من بلدان "الاسكوا" والبلدان الأوروبية. كما يشارك أيضاً خبراء وممثلون عن وكالات ومنظمات دولية مختلفة كمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (HABITAT) ومنظمة المدن العربية والمعهد العربي للتنمية الحضرية.
وتدور المناقشات حول ثلاثة محاور هي: الدليل الاجتماعي: الأساليب والهياكل؛ والسلطات المحلية: تنفيذ السياسة والحكم؛ والمراصد الحضرية: التجارب المحلية والإقليمية والربط بينها. كما يناقش المشاركون مدى تعقُّد "المشاكل" التي ستراقبها المراصد الحضرية؛ ومسار السياسات الاجتماعية فيما خص علاقتها بالتنمية الحضرية المستدامة.
ويهدف الاجتماع إلى استطلاع رأي الخبراء في "إطار المؤشرات" الذي يقترحه الدليل، وفي مكوِّناته المختلفة وطرق تحسينه؛ وتعميق المعرفة بأوضاع العالم العربي من خلال الأبحاث والنتائج الجديدة، فيما يخص مفهوم السياسات الحضرية وديناميات التركيبة الحضرية، والمسائل المرتبطة بـ"مأسسة" المراصد الحضرية.
تُعتبر المراصد الحضرية أدوات فريدة للمراقبة والرصد، فهي تعمل على جمع البيانات وتطوير المؤشرات وتنفيذ التحليل الاجتماعي. ومن الممكن أن تكون محصلةُ عملها على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لواضعي السياسات، فهي تساعد على فهم المشاكل الحضرية وتحديد اتجاهات التحضر ورصد السياسات الحضرية من خلال أُطر تحليلية مركّبة. فالخبراء يجمعون على أنّ المدن تتحول إلى مراكز أساسية للقوة الاقتصادية والاجتماعية على حساب "الدول-الأمم". وهذا الوضع الجديد يمهد الطريق أمام الكثير من الفرص المهمة للتنمية الحضرية. لكن هذه الفرص تتقوض بفعل عدد من التحديات القوية التي تهدد نوعية الحياة في هذه المستوطنات الحضرية، كتزايد الفقر وانتشار الأحياء الفقيرة فيه، وتدهور نوعية البيئة، وتزايد العنف والتوترات الاجتماعية والعرقية والدينية والثقافية، والأهم من كل ذلك استمرار التفتت في "نسيج المدن". ويمكن التصدي لهذه التحديات باتّباع استراتيجيات ناجعة في السياسات الحضرية والإدارة الحضرية. لكن إذا أُريد للسياسات الحضرية أن تكون فعالة، لا بد لها أن تعتمد على أدوات فاعلة لتحليل "أداء المدن"، وأن تتوافر لها معلومات دقيقة وحديثة عن أهم العوامل المؤثرة في هذه السياسات وأهم مؤشرات الأداء التي تقيس الظروف والاتجاهات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
ويُعدّ الدليل الاجتماعي للمراصد الحضرية دليلاً منهجياً يرمي إلى مساعدة المراصد الحضرية في منطقة "الإسكوا" على بناء أُطرها الخاصة لتحليل مؤشراتها. وتساعد هذه الأطر في توضيح المشكلات الاجتماعية الكبرى ومختلف الاتجاهات الاجتماعية الحضرية في المنطقة العربية، وفي نفس الوقت، تقترح إطاراً مناسباً لرصد السياسات الحضرية المطبقة وذلك في ضوء المبادئ التي من شأنها أن تفضي إلى نماذج للتنمية (Development Paradigm) تكون أكثر استدامة (حكم حضري رشيد، مشاركة، إنصاف اجتماعي واقتصادي، وعدالة بيئية...).