ورشة عمل إقليمية حول تعزيز مهارات الديموغرافيين وخبراء السكان في مجال التحليل الديموغرافي وعلاقته بالتنمية
يأتي انعقاد هذه الورشة في إطار التعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في تنفيذ مشروع "إدماج التحولات الديموغرافية في عملية التنمية في المنطقة العربية"، واستكمالا" لجهود الاسكوا في عملها الريادي في مجال التحول الديموغرافي واستشعار تبعات هذا التحول، وذلك عبر ترويج للمفاهيم وتدريب على الطرق القياسية وبناء القدرات الوطنية، بما يضمن اغتنام الفرصة التي تتيحها هذه التحولات في تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية. وتشكل ورشة العمل هذه اللبنة الأساسية لمشروع جديد يتناول مرحلة "ما بعد التحول الديموغرافي" ويستهدف تفعيل دور المراكز البحثية والأكاديمية العربية في مجال توظيف المفاهيم، وما وراء المفاهيم، وتشجيع هذه المراكز على الاجتهاد في ابتكار طرق وأساليب جديدة للارتقاء بدور هذه المؤسسات وتحسين أساليب نقل المعارف وطرق ربطها بعملية التنمية.
فاليوم أصبح واضحاً بان هيكلية السكان، وتركيبته العمرية يعاد تشكيلها من خلال عملية للتحول الديموغرافي تتدفق خلالها أفواجاً إضافية للسكان في سن العمل بينما تتقلص أفواج سكانية أخرى أهمها اليافعين و صغار السن. أن حدوث هذه العملية في موازاة نمو بطيء لفئة كبار السن تتيح لعدد من الدول - في أوقات متفاوتة إنما لزمن محدد – ظهور ما يعرف بالنافذة الديموغرافية.إلا أن هذا التحول الكمي وما يمليه من إعادة صياغة للهرم السكاني له مدلولاته النوعية التي أصبح للتحليل الديموغرافي إمكانية تفسيرها من خلال لعلاقة المتشابكة التي تربطه بدورة حياة الإنسان . فالتحليل الديموغرافي لم يعد مجرد عملية قياسية مقتصرة على حساب التغيرات الكمية التي تطرأ على المكونات الرئيسة للنمو السكاني مثل معدلات الخصوبة والوفيات والهجرة بل اتسع مفهومه وتعددت منهجياته لتصبح أكثر ارتباطا بالمراحل المختلفة لحياة الإنسان و أكثر التصاقا بواقع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لعملية التنمية.
تهدف ورشة العمل إلى مناقشة الخطوط العريضة والمكونات الأساسية لدليل توجيهي يصبو إلى الارتقاء بالمعارف الديموغرافية وتحديد المؤشرات التي يستعين بها الباحثون في المراكز البحثية والتدريبية والخبراء العاملون في حقل الديموغرافيا والسكان وذلك لفهم الروابط المتشابكة بين ديناميكية التحولات الديموغرافية وديناميكية التحولات الاقتصادية والاجتماعية وللاستدلال على الفرص التي تفرزها عملية التحول الديموغرافي، وتحديد الأجل الزمني لظهورها، والعوائد الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة منها. وتتطلع ورشة العمل أيضا إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى تتمثل بتعزيز الأساليب العلمية وانتهاج نهج التكامل في الإعداد لسياسات التنمية وذلك لضمان عدم التنافر بين السياسات الاقتصادية والاجتماعية ولتحسين عملية صناعة القرار في ضوء مفاهيم معاصرة للتحليل الديموغرافي وما تنطوي عليه من أبعاد كمية ونوعية لابد من آخذها في الحسبان.
يناقش المجتمعون الجوانب النظرية والمفاهيمية للعلاقة بين التحليل الديموغرافي والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى الجوانب القياسية والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الدالة على التحول الديموغرافي، والجوانب العملية من سياسات وشروط مؤسسية لاستيعاب الفرص الديموغرافية. كما تتطرق الورشة إلى علاقة التحولات الديموغرافية بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، وتستعرض التجارب الوطنية في كل من الأردن، مصر، لبنان، سوريا، تونس، اليمن، ودول مجلس التعاون الخليجي، في مجال تعجيل واستيعاب النافذة الديموغرافية. يشارك في ورشة العمل، بالإضافة إلى خبراء من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وخبراء من جامعة الإمارات العربية، عدد من الخبراء في مجال الاقتصاد والاجتماع، والخبراء العاملين في الأجهزة الوطنية للتخطيط والمعلومات والباحثين في مراكز البحوث والمعاهد الإقليمية المتخصصة في مجال الديموغرافيا والتخطيط والتنمية، بالإضافة إلى خبراء من المجالس واللجان الوطنية للسكان.