تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

منتدى إلكتروني حول المشاركة وبناء التوافق

04
حزيران/يونيو
-
30
أيلول/سبتمبر
2013

بعد مرور سنتين على اندلاع الانتفاضات الشعبية، لا يزال المحتجّون يملأون شوارع معظم المدن العربية. ففي حين ركّز الهدف الرئيسي للمشاركين في هذه الانتفاضات على تنحّي حكّامهم الذين تمادى بقاؤهم في الحكم، إلا أنهم طالبوا أيضاً بحقّهم بالعدالة الاجتماعية، والكرامة، والمشاركة في صناعة مستقبلهم. لكنّ سبل تحقيق هذه المطالب لا تزال غير واضحة؛ فصعوبة الوصول إلى توافق بين مختلف الأطراف، وتوسيع مستوى المشاركة، والتفاوض بشأن تحقيق الديمقراطية في ظل مسار مُثقل بالفوضى، إنما يهدّد العديد من الإنجازات الهشّة التي سبق أن حققتها المظاهرات الشعبية. هذا ويُلاحظ في المنطقة غياب نهجٍ مدروس ومترابط لعملية الانتقال السياسي، ونقص ملحوظ في القيادة والمعرفة لدى الجهات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشبكات الاجتماعية الناشئة في إدارة المرحلة الانتقالية الجديدة. وعلى الرغم من بزوغ مبادرات مُبدعة في العمل المدني، تشير الأحداث التي عصفت بالمنطقة إلى أن المواطنين والمجموعات المُعارضة والسياسيين المُنتخبين حديثاً يفتقرون إلى المعرفة والخبرة في مجال بناء الدولة، والحكم التشاركي، وإدارة شؤون الدولة. وفي الوقت الذي تتزايد فيه الاختلافات بين الأطراف السياسية، يصعب التوافق على رؤية موحّدة حول كيفية تحقيق انتقال ديمقراطي مُنظّم وتوفير التماسك الاجتماعي.

بطبيعة الحال، لن يستنبط المواطنون العرب ولا حتى النُخب السياسية الحديثة طرق جديدة لإدارة عملية الانتقال إلى الديموقراطية.  وعلى الرغم من الاختلافات القائمة بين المناطق، يزخَر العالم بتجارب انتقالية غنية ومفيدة، كفيلة بإلهام الشباب العرب ومساعدتهم على تحقيق تغييرٍ إيجابي في المنطقة، وبإتاحة الفرصة لإعادة تنظيم المجتمع المدني وتعزيز دوره، وتطبيق مشاركة حقيقية وفاعلة، وتحقيق التوافق كمبدأ أساسي لعملية صنع القرار. لذلك، فإنّ الدور الذي تضطلع به مختلف منظمات المجتمع المدني أو الناشطين المدنيين في معالجة هذه التحديات إنما هو في غاية الأهمية. 

في هذا السياق، أطلق قسم التنمية بالمشاركة في شعبة التنمية الاجتماعية في الاسكوا منتدىً إلكترونياً يسعى إلى استقطاب آراء وتجارب الناشطين العرب، والخبراء والأفراد ذوي الاهتمام والاختصاص، نساءً ورجالاً، ومن مختلف دول المنطقة، حول الفرص المُتاحة لتحقيق تغيير حقيقي ومُستدام في المنطقة العربية، واقتراح حلول جديدة تساعد على فهم المرحلة الحالية من التغيير. كما يسعى إلى إشراكهم في إيجاد حلولٍ لمختلف التحديات التي تواجه الدول العربية، وفي تحديد الدور الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني والناشطين الاجتماعيين في معالجة هذه التحديات وتصوّر مستقبل جديد للمنطقة. وبصورةٍ خاصة، نأمل أن يساهم هذا المنتدى في إيجاد سبل لتحويل بعض التجارب المُبدعة التي قام بها المجتمع المدني في المنطقة إلى منبر للتفاعل والعمل التشاركي، ولاستخراج دروسٍ مُستفادة من تجارب دول أخرى تمرّ في مرحلة الانتقال الديمقراطي.

 سيتولّى تيسير النقاش خبيرٌ (السيد جميل معوَّض) مُنتدب من قبل القسم لإدارة النقاش حول الأسئلة التالية. ويأمل الخبير الحصول على آراء وتعليقات الناشطين حول التحديات التي تواجههم والفرص المُتاحة في إطار تحقيق تغيير فاعل في المنطقة. 

غداة الانتفاضات العربية:

 المطالب

 1- ما هي آليات المشاركة في صنع السياسات العامة التي يطالب بها المواطنون اليوم ولأي أغراض؟ وهل تساعدهم هذه الآليات على إيصال آرائهم وإدارة خلافاتهم وبناء التوافق من جهة، والمشاركة في صنع القرار من جهة أخرى؟

 2- كيف يمكن لهذه الآليات أن تحول دون وقوع النزاعات وأن تخفف من الاحتقان القائم بين المواطنين والحكومات، وما هو المطلوب لتعميمها ولدمجها ضمن السياسات العامة؟

 السياق

 3- ما هي التحديات والمعوقات المحتملة أمام إطلاق آليات جديدة للمشاركة السياسية ومأسستها؟ وما هو الدعم المطلوب لتعزيز المشاركة وبناء التوافق في المجتمعات التي تمر بالمرحلة الانتقالية؟

 4- كيف يمكن للنزاعات الاجتماعية والسياسية القائمة اليوم والناتجة من انعدام الاستقرار غداة سقوط الأنظمة، أن تؤثر على أطر وآليات المشاركة المطلوبة؟

 المناهج والتجارب

 5- ما هي المناهج الجديدة الناشئة في المنطقة العربية حول المشاركة وشراكة المجتمع المدني في السياسات العامة؟ إلى أي مدى تختلف أساليب المشاركة بين فئات المجتمع، لا سيما النساء والشباب، وكيف يؤثر ذلك على النزاعات الدائمة في المجتمعات العربية اليوم؟

 6- ما هي الأمثلة والتجارب الموجودة (في الدول العربية وغيرها) التي يمكن البناء عليها لتعزيز المشاركة ودعم عملية بناء التوافق في الدول العربية؟

 الرؤية

 7- ما هي الرؤية التي يمكن اقتراحها لبلورة آليات جديدة ومُبدعة للمشاركة وبناء التوافق حول قضايا الشأن العام؟