Skip to main content

Third Annual Meeting of the Arab Internet Governance Forum

26 November 2014
Beirut

الاجتماع السنوي الثالث للمنتدى العربي لحوكمة الإنترنت: رؤية عربية لتشكيل مستقبل الإنترنت

 

كلمة الدكتورة ريما خلف،
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا
في الاجتماع السنوي الثالث
للمنتدى العربي لحوكمة الإنترنت: رؤية عربية لتشكيل مستقبل الإنترنت
بيروت، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2014

معالي وزير الاتصالات، الشيخ بطرس حرب،
أصحاب المعالي والسعادة،
الحضور الكريم،

أرحب بكم جميعاً في افتتاح الاجتماع السنوي الثالث للمنتدى العربي لحوكمة الانترنت، والذي ينعقد في إطار الشراكة بين جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).

 

 اسمحوا لي بدايةً أن أشكر الحكومة اللبنانية، وخاصةً معالي وزير الاتصالات، الشيخ بطرس حرب، لتعاونه مع الاسكوا في استضافة هذا الحدث، ولرعايته الكريمة له.

 الحضور الكريم،

 نجتمع اليوم لمناقشة موضوع يؤثر في حياة كل فرد. شبكة الإنترنت، في عالم اليوم، أصبحت عصب الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة، وباتت محركاً هاماً في تشكيل الوعي الفردي والجماعي. تخلق مساحات للتعبير وفضاءات للحوار،  وتفتح باب المعارف واسعاً أمام الجميع، فيستقي منها كلٌ ما يشاء. نشهد كل يوم على ضخامة الفرص التي تتيحها وسائل التواصل الجديدة عبر الانترنت، للأفراد والشعوب والدول. إمكانات للتعبير والتنظيم والتغيير، عصية على التقييد. 
ولنا فيما توالت على العالم العربي من أحداث في السنوات الأخيرة عبرة ومثال. فقد وفرت منتديات التواصل الاجتماعي للشباب مساحات لإسماع صوتهم خارج إطار وسائل الإعلام التقليدية، ووضعت في متناول المواطنين والمجتمع المدني إمكانات لا يستهان بها للتأثير في السياسة المحلية.

 

الحضور الكريم، 

  لا شك في أن الإنترنت تتيح لنا فرصاً كثيرة، ولكن استخدامها لا يخلو من المخاطر والتحديات.   فكما في كل وسيلة، يحمل سوء الاستخدام بذور الهدم والدمار.

وقد ازدادت الهجمات الإلكترونية عدداً وحجماً في العامين الماضيين وأصبحت أوسع انتشاراً. وبات العالم يشهد نوعاً جديداً من الجرائم  تفوق أضراره كل تصور. برمجيات خبيثة لا تتعدى قيمتها بضع مئات من الدولارات توقع أضراراً لا تكفي لتعويضها المليارات.

ومنطقتنا رغم ضعفها العلمي والتكنولوجي ليست بمنأى عن هذه الجرائم الالكترونية؛  ومعالجة هذه المشاكل لا تقتصر على الحلول الفنية والتقنية. فهذه الحلول، على أهميتها، لا تكفي ما لم تدعمها إرادة سياسية ومجتمعية صلبة، ووعي راسخ بمبدأ الحرية المسؤولة الذي به تُبنى مجتمعات المعرفة والإنتاج والإبداع؛ وبه يتحقق حلم كل مواطن عربي في النهضة والتقدم.

الحضور الكريم،

  المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت هو امتداد للحوار العالمي الذي أطلقته الأمم المتحدة حول موضوع بات من أساسيات تنمية الاقتصادات والمجتمعات.  فالحوكمة الرشيدة للإنترنت، كما الحوكمة الرشيدة عموماً، وسيلة هامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بجميع أبعادها. وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، إذا ما وظفت  بحكمة، يمكن أن تساهم في  مكافحة الفقر والبطالة والإقصاء الاجتماعي، وفي توفير فرص العمل اللائق للشباب والنساء والفئات الضعيفة في أي مجتمع. لكننا  بحاجة إلى ضمان الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لتحقيق ذلك ولنشر المعرفة وتعميم الفوائد المحققة. وقد وضعت الدول العربية استراتيجيات وسياسات هامة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وطبقت أدوات ووسائل متطورة في مجال الحكومة الإلكترونية والتشريعات السيبرانية والخدمات الذكية . ولكن يبقى الكثير من العمل لوضع هذه السياسات والاستراتيجيات على مسار التنفيذ الفعلي.

وأهمية لقائنا في هذا المنتدى هي في ما يحمله من دعوة للمجتمع العربي لكي يكون حاضراً في المشهد العالمي لحوكمة الإنترنت، وفي ما يؤكد عليه من ضوابط للانفتاح والأمن والثقة في استخدام هذه الوسيلة، وما يوفره من فرص لبناء الشراكات بين المعنيين للمضي قدماً في مبادرات الدول العربية وتسخيرها لأغراض التنمية.

الحضور الكريم،

  إذا كانت التنمية في جوهرها تعني توسيع خيارات البشر، فشبكة الإنترنت تقع دون شك في صلب عملية التنمية كونها توسّع الخيارات وتفتح آفاقاً أمام حياة أفضل.

وأي تردد في تطوير وجهة استخدامها وتوسيع نطاقه يعني تضييق الخيارات الذي من عواقبه الفشل والتأخر.

فالإنترنت عالم مفتوح من التعددية والعيش المشترك. إمكاناتها ملك لكل فرد، وعلى عاتق كل فرد مسؤولية في تحديد وجهة توظيف هذه الإمكانات. علينا نحن كمسؤولين حمل هذه الرسالة. في هذا الفضاء الرحب الذي يتطلب من الانضباط قدر ما يتيحه من الحرية، فرص وتحديات لم يعد بإمكاننا تجاهلها.  وكل جهد نبذله اليوم، إذا احسنا اختيار الأولويات، واستخدام الموارد المتاحة لنا، سيؤتي ثماره في المستقبل.

وفي زحمة الخيارات، علينا أن نختار، إما الهدم أو البناء، إما المعلومات أو المعرفة، إما التلقي أو الإبداع والابتكار. الخيار في يدنا، وعليه يترتب موقعنا في هذا العصر المفتوح على جميع آفاق التغيير.

وشكراً.

Speeches by: