Skip to main content

Second Session of the Arab High-Level Forum on Sustainable Development (In Arabic)

5 May 2015
Manama, Bahrain



كلمة معالي الدكتورة ريما خلف

وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا

صاحب السمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء ونائب راعي الحفل

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة

رئيس وزراء مملكة البحرين 

معالي السيدة فائقة الصالح، وزيرة التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين

معالي الدكتور محمد بن ابراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية  بجامعة الدول العربية

السيد إبراهيم ثياو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة

السيدة سيما بحوث، مساعدة الأمين العام، ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

أصحاب المعالي والسعادة،

الحضور الكريم،

يسعدني أن أرحّب بكم جميعاً في افتتاح الدورة الثانية للمنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة. هذا الحدث الذي تنظّمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونب) وجامعة الدول العربية ومملكة البحرين.

أود بداية أن أتقدّم من مملكة البحرين ملكاُ وحكومةً وشعبا بجزيل الشكر لاستضافة هذا المنتدى ومن سمو رئيس الوزراء لرعايته الكريمة له، والشكر موصول لكم جميعا لحضوركم، ولكل من كان راغباً في الحضور ولم يتمكّن من ذلك لأسباب خارجة عن إرادته، ولأعضاء فريق العمل في البحرين لما بذلوه من جهد كبير لإنجاح أعمال منتدانا هذا.

السيدات والسادة،

نجتمع اليوم طالبين أمرا صعبا وجارين لأمد بعيد: نطلب استدامة التنمية بل نلح عليها للخلاص من اختناقات الحاضر واستعادة الأمل في المستقبل.  والتنمية المستدامة هي الأساس الذي تقوم عليه اقتصادات قوية تشمل الجميع وتقضي على الفقر والبطالة، وهي الأساس الذي تُبنى عليه مجتمعات آمنة مستقرة، خالية من الخوف والتهميش. وهي السبيل لحماية مواردنا الطبيعية وبيئتنا لخير أبنائنا وأحفادنا.

التنمية المستدامة هي حق مشروع لجميع الشعوب، لا يتحقق ما لم تتوفر له الموارد المالية والبشرية، والمؤسسات القوية الفاعلة. حق لا يستقيم ما لم يسُد الأمن المجتمعي المبني على مواطنة متساوية في ظل حكم صالح يقوم على الاحترام القاطع لحقوق الإنسان للجميع.

فأين المنطقة العربية اليوم من التنمية المستدامة؟

في العقود الماضية، حققت البلدان العربية، تقدّماً ملحوظاً، ولو بمستويات متفاوتة، في عدد من الميادين التنموية كالصحة والتعليم، والنمو الاقتصادي، والوصول إلى خدمات البنية التحتية.  أما اليوم، فتشهد المنطقة اتجاهات مثيرة للقلق:  تزايد في عدد اللاجئين والنازحين قصراً، وفي أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل من الشباب والنساء، وتفاقم في المشكلات الاجتماعية والبيئية.

والمستقبل القريب لبعض دولنا لا يبشّر بالخير. فكيف للمنطقة العربية أن تتقدّم على درب التنمية المستدامة والاحتلال الإسرائيلي يستمر دون رادع في انتهاك الحقوق الفلسطينية والقانون الدولي، وفي تهديد الأمن والسلام في المنطقة بأكملها؟

وكيف للمنطقة أن تستأنف مسيرتها والصراعات المذهبية المسلّحة تعصف بها وتعيث فيها قتلاً ودماراً وتشرّد الملايين من أهلها؟ وكيف لمنطقتنا أن تحقق التنمية المستدامة  ومجتمعاتنا عالقة في دوامة التطرّف والانعزال والإرهاب؟

كلها أسئلة صعبة يتناولها هذا المنتدى في حوار صريح وبنّاء، نأمل أن يسهم في تحديد أولويات المنطقة وبلدانها في زمن التفاوض على خطة عالمية جديدة للتنمية.

الحضور الكريم،

يتطلب تعافي البلدان المنكوبة بالحروب والأزمات سنوات طويلة وجهودا ضخمة وموارد مالية هائلة ليس فقط لتحقيق الحد الأدنى من التنمية الأساسية، بل أيضا لتعويض الفرص الضائعة وبناء ما دمر وإعادة اللحمة للمجتمعات المتخاصمة مع نفسها.

وهنا، لا بد من تضافر الجهود العربية بالتعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء النزاعات المستعرة ومن ثم وضع خطة شاملة تخرج المنطقة من أزماتها وتسير بها إلى بر الأمان.

السيدات والسادة،

يأتي هذا المنتدى اتصالاً بالجهود العربية على مدار الأعوام الماضية للتعامل مع قضايا التنمية المستدامة من منظور تكاملي. ولقد مررنا بمحطات كثيرة خلال هذه الفترة تعكس هذه الإرادة الإقليمية لعل أبرزها المنتدى الأول للتنمية المستدامة الذي عقد في عمان العام الماضي، ومؤتمر وزراء التنمية والشئون الاجتماعية العرب الذي عقد في شرم الشيخ لبلورة الأولويات العربية ضمن أجندة التنمية المستدامة الدولية.

ولقاؤنا هذا يكمل هذه الجهود ويتسم بأهمية خاصة إذ يتزامن انعقاده مع المفاوضات الأممية حول خطة التنمية لما بعد عام 2015. كما تتزامن دورته الثانية مع مسارات دولية أخرى سيكون لها أشدّ الأثر على محتوى الخطة ومستوى طموحها، منها المفاوضات الدولية حول تمويل التنمية، والاتفاقية الجديدة حول تغيّر المناخ.

في ظل هذه الظروف العالمية والإقليمية، أدعوكم لانتهاز هذه الفرصة الثمينة للمشاركة الفعالة في مختلف المسارات الدولية والرفع من مستوى التنسيق العربي للتأثير فيها. وإنيّ على ثقة بأن جمعنا الكبير اليوم، باختلاف أطيافه، هو خير منبر لبلورة رؤى إقليمية، ترفعها الإسكوا إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة والذي يعتبر من أهم روافد القمة العالمية لخطة التنمية لما بعد 2015 في شهر أيلول القادم.

وختاماً، إذ نجتمع اليوم طالبين أمراً يبدو مستحيلاً وناظرين إلى البعيد نحو استدامة التنمية في بلاد تبدو آلامها أكثر من ثرواتها، نتمسك بالأمل مهما بدا بعيداً، ونثق بأن الألم لا بد عابر.  والدليل هو لقاؤنا اليوم حول إرادة صلبة وتصميم عازم. وعلى هذا الوقع الإيجابي الذي نريده نابذاً لكل إقصاء وعنف وألم، نابضاً بالحياة في شعوبنا ومجتمعاتنا، أكرّر شكري لكم جميعاً على مشاركتكم في هذا المنتدى وأتمنى لكم اجتماعاً مثمراً.

وشكراً.

Speeches by: