Skip to main content

Opening of the 30th Mininsterial Session

27 June 2018
Beirut, Lebanon



كلمة الدكتور محمد علي الحكيم
وكيل الأمين العام والأمين التنفيذي
اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)
 
الجلسة الافتتاحية
للاجتماعات الوزارية للدورة الثلاثين للجنة الوزارية للإسكوا
 
 
 
بيت الأمم المتحدة، بيروت 27حزيران/يونيو 2018
 
 فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون
معالي أمين عام جامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط،
أصحاب المعالي والسعادة
شركاءنا في منظومة الأمم المتحدة،
السادة الخبراء والأكاديميون والمفكرون،
الزميلات والزملاء،
 الحضور الكريم،
 
يسعدني باسم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أن أرحّب بكم ضيوفاً أعزاء في بيت الأمم المتحدة في بيروت في افتتاح الدورة الوزارية الثلاثين للإسكوا. ويشرّفني بداية أن أتقدّم من فخامة الرئيس العماد ميشال عون بعظيم تقديري على رعايته وتشريفنا بحضوره شخصياً حفل الافتتاح. كما أرحب بمعالي السيد أحمد أبو الغيط حيث يجسد عمق الشراكة العربية والأممية، ونعمل مع الجامعة العربية الشريك الرئيسي للإسكوا لتنفيذ خططنا الحاضرة والمستقبلية.
 
كما أرحب بمشاركة معالي السادة الوزراء ورؤساء الوفود العربية وممثلي المنظمات الدولية. وأحيي شركاءنا في التنمية، الحاضرين معنا اليوم، ممثلي مؤسسات الفكر والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتلبيتهم الدعوة للمشاركة في هذه الدورة التي اختارت دولُنا الأعضاء أن يكون موضوعُها الرئيسي "التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة".
 
تحتضن بيروت اليوم نخبة عزيزة من أربعة عشر وزيراً عربياً في لقائنا التشاوري هذا وعلى أعلى المستويات. وتلبس بيروت، مدينة الفكر والثقافة والأدب والفن والإبداع، أحلى أزياءها لترحب بالوفود العربية من مشرق الوطن العربي إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه للتداول بلغة واحدة وللتباحث عن هدف واحد آلا وهو خدمة الانسان العربي حاضراً ومستقبلاً تحت شعار "التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة" نابعة من قناعاتنا بأن التكنولوجيا والابتكار هما عنصرين أساسيين لتنفيذ خطة 2030 من ا لتنمية المستدامة في وطننا العربي.
 
الحضور الكريم،
 
نجتمع اليوم للتباحث في كيفية وضع التكنولوجيا والابتكار في خدمة الإنسان والتنمية البشرية في منطقتنا العربية، وللنظر في كيفية دمج هذين البعدين في الخطط التنموية الوطنية باعتبارهما حاجة ملحة وأولوية مطلقة في عالم اليوم، لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة مما يعزز رفاه وازدهار المواطن العربي وتوسيع المكاسب لتشمل الجميع من دون استثناء. وتوفر الأمم المتحدة فرصة للوقوف عند الحاجات الملحة للبلدان العربية في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تحوّلات على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. نجتمع لتحفيز التعاون ولإيجاد الأطر المناسبة الوطنية والإقليمية التكاملية لتحقيق الرفاه لمجتمعاتنا، وسعياً منا إلى تحقيق الصالح العام لشعوبنا، وتأمين مستقبل أفضل للشباب وللأجيال القادمة.
 
 والواقع، أن موضوع التكنولوجيا يكمّل المواضيع التي طرحتها الدورتان الوزاريتان السابقتان، من "العدالة الاجتماعية" و"تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030". وكلّنا يعلم ما تختزنه التكنولوجيا والابتكار من إمكانات لترسيخ العدالة الاجتماعية ومنع الانقسام والتهميش وسد الفجوة المستمرة بين الجنسين وضمان الدمج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة وصولاً إلى أكثر الفئات تعرضاً للمخاطر من ناحية، وما يمكن أن تقدّمه من حلول ناجعة للكثير من التحدّيات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بلداننا العربية، وتمكين الشباب والنساء والفتيات وتوفير العمل اللائق للجميع ودعم التنمية المستدامة الشاملة في منطقتنا العربية.
 
الحضور الكريم،
 
الشباب العربي اليوم هو شباب متألق ومتألم في آن واحد. متألق بأفكاره وطموحاته ومتألم بانتظاره لفرص العمل اللائق التي توفر له العيش الكريم. ولن يتأتى هذا إلا من خلال فتح المجال للقطاع الخاص. فالقطاع الحكومي في الدول العربية بات كبيرا بدرجة غير مسبوقة ومترهلاً بصورة غير مقبولة. وبالتالي يجب إعطاء الشباب مساحة أكبر للعمل في القطاع الخاص؛ فيطوّروا هذا القطاع ويتطوّرون معه. وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الحكومات والقطاع والخاص معاً، فالدولة مطالبة بإزالة القيود والتعقيدات والقوانين الصعبة التي تعيق تطوير القطاع الخاص وإتاحة المرونة اللازمة لإنشاء الأعمال الرائدة ودعمها. وعلى القطاع الخاص أن يبني روابط وثيقة مع الجامعات ومراكز البحوث لتشكل مخرجاتها نتائج عملية لخدمة التنمية.
 
لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن النساء العربيات، تواجهُهُنّ صعوبات تفرضها أنظمة تمييزية تحبط قدرتهن على المساهمة الفعلية في الاقتصاد. فلا يمكن تفعيل نهضة حقيقية في مجتمعاتنا العربية إلا بتمكين النساء من التخصص في كافة المجالات ودخولهن الممنهج في سوق العمل. وقطاع التكنولوجيا يمثل حالة صارخة للمشاركة المحدودة للنساء في الحياة الاقتصادية والتي ينبغي التعامل معها بدرجة كبيرة من الإلحاح.
 
السيدات والسادة،
 
إن الرسالة التي ترغب الأمم المتحدة في توجيهها اليوم إلى جميع المعنيين، هي دعوة صريحة إلى تبني التكنولوجيا والابتكار في خدمة التنمية البشرية، وليس الاستثمار في التكنولوجيا من أجل التكنولوجيا. هذا هو الهدف الأساسي من التكنولوجيا، أن تكون في خدمة الإنسان والتنمية البشرية والمستدامة في الدول العربية. وكل جهود التنمية يجب أن تصب في الإنسان وترتبط به.
 
أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، ضيوفنا الكرام،
 
على هذا الأمل، أتمنى لمداولاتكم كل التوفيق في فتح آفاق جديدة لأجيالنا من الشباب والشابات، كما آمل أن تفضي توصيات هذه الدورة، والإعلان الذي سيصدر عنها، إلى رسائل ومقترحات تحول أولويات وشواغل المنطقة العربية، إلى سياسات تنموية قادرة على نشر مخرجات التكنولوجيا وترويج الابتكار في مجتمعنا.
 
ختاما، أجدد شكري لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون على مشاركته معنا وهو خير دليل على اهتمام الحكومة اللبنانية من أعلى الهرم باحتضان مقر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية (الإسكوا) في بيروت وما تقدمه للبنان والعالم العربي.  كما أكرر تقديري لمعالي أمين عام جامعة الدول العربية على المشاركة معنا اليوم والشراكة المثمرة بيننا، وأشكر ممثلي الجهات المشاركة جميعاً، متمنياً نتائجَ مثمرةً بمستوى التوقعات المنتظرة من هذا الحشد من الخبراء رفيعي المستوى بغزارة معارفهم وعظيم خبراتهم.
شكراً لكم
Speeches by: