حفل إطلاق عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020 وافتتاح الدورة الثانية عشرة للجنة النقل
معالي وزير الداخلية والبلديات، الأستاذ زياد بارود،
السيد عبد الحفيظ القيسي، ممثل معالي وزير الأشغال العامة والنقل،
السيدة الفنانة كارمن لبُّس،
أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة أعضاء لجنة النقل،
الحضور الكريم،
يكاد لا يخلو يوم من خبر مؤسف عن حادث مرور مروّع يختطف أحبة، أو يخلّف إصابات، نقف حيالها حزينين، آسفين، ومستنكرين. نجتمع اليوم حول قضية نعيش تبعاتها كل دقيقة في حياتنا اليومية. نجتمع بمناسبة إطلاق عقد الأمم المتحدة من أجل السلامة على الطرق للأعوام 2011 إلى 2020.
ويهدف هذا النشاط، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في آذار/مارس 2010، إلى العمل على الحد من عدد ضحايا حوادث المرور التي باتت تحصد كل يوم أعداداً متزايدة من الأطفال والشباب والمسنين. إصابات وخسائر في الأرواح لأسباب لا تكلف الوقاية منها الكثير من الجهد والمال، ويوفر تجنبها على مجتمعاتنا خسائر جسيمة، بشرية ومادية. فحوادث المرور تؤدي سنوياً الى 400 ألف ضحية من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً إضافة إلى ملايين الإصابات المزمنة والإعاقات الدائمة. وغالبية هذه الإصابات في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
ولتحقيق الهدف الإنساني من هذا العقد، قامت اللجان الإقليمية الخمس في الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وسائر أعضاء الشراكة العالمية من أجل سلامة المرور على الطرق، بوضع خطة عمل تتضمن مجموعة من الأنشطة وحملات التوعية على مدار أعوام العقد. وتتوخى هذه الخطة التنسيق مع جميع الجهات الفاعلة في مختلف أنحاء العالم للحد من ضحايا وإصابات حوادث المرور على الطرق. وحرصاً من الإسكوا على مواكبة جميع المواضيع التي تهم الإنسان في المنطقة ومساندة دولها الأعضاء في تحقيق أهداف هذا العقد أدرجت خطة العمل هذه على جدول أعمال الدورة الحالية للجنة النقل لمناقشتها والاتفاق على إجراءات تنفيذها.
الحضور الكريم،
يتزامن احتفالنا اليوم بإطلاق عقد السلامة على الطرق مع افتتاح الدورة الثانية عشرة للجنة النقل التى تنعقد تحت رعاية كريمة من معالي وزير الأشغال العامة والنقل في الجمهورية اللبنانية، الأستاذ غازي العريضي. ولقاؤنا سيكون مناسبة جديدة للتداول والتشاور في مختلف المواضيع التي تهم المنطقة وبلدانها في فترة تشهد الكثير من الأحداث والتطورات المتسارعة. وتستعرض لجنة النقل في دورتها الحالية إنجازات الإسكوا في مجال النقل منذ الدورة الماضية، وما تمّ تنفيذه من الاتفاقات والآليات والتوصيات ذات الصلة، إضافة إلى برنامج عمل المقترح المقترح لفترة السنتين 2012-2013.
وعلى جدول أعمال اللجنة مجموعة أخرى من البنود لعل أبرزَها موضوع تسهيل النقل والتجارة الذي يحظى باهتمام الإسكوا منذ زمن نظراً لأثره الإيجابي في النمو الاقتصادي وفي استغلال موارد المنطقة استغلالاً متكاملاً. وفي تجارب المناطق الأخرى من العالم مثال حي على الدور الكبير لتسهيل النقل والتجارة في تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
الحضور الكريم،
ولا يفوتني أيضاً أن أشير إلى أهمية مناقشة اللجنة لبرنامج العمل المقترح لمجموعة العمل الخاصة بمواءمة الهياكل المؤسسية وتشريعات النقل في منطقة الإسكوا، حيث ستقوم بتطوير أنظمة النقل وتشريعاتها والعمل على تجانسها في دول المنطقة بما يسهم في تحقيق التكامل الإقليمي الذي نسعى إليه جميعاً.
واسمحوا لي أن أستعرض مع حضراتكم بعضاً من إنجازات الاسكوا في مجال النقل خلال العامين الماضيين. ففي مجال النقل البحري وتنفيذاً لتوصية لجنة النقل في دورتها العاشرة، أعدت الإسكوا مقترح خطة عمل لتنفيذ المادة الخامسة من مذكرة التفاهم بشأن التعاون في مجال النقل البحري في المشرق العربي والذي سيؤدي إلى تعزيز التجارة البينية العربية وتوطيد علاقات التعاون والتكامل بين دول المنطقة في المجالات الاقتصادية المختلفة.
وفيما يخص تسهيل النقل والتجارة، فقد نظمت الإسكوا عدة اجتماعات هذا العام كان أهمّها اجتماع للخبراء حول تسهيل النقل والتجارة في منطقة الإسكوا، وورشة عمل إقليمية حول متطلبات النافذة الواحدة لمعالجة الإجراءات والمعاملات الرسمية للتصدير والاستيراد في منطقة الإسكوا، والمؤتمر العربي السابع حول منظمة التجارة العالمية وما تتيحه من فرص وما تمثله من تحديات للبلدان العربية.
الحضور الكريم،
في ختام كلمتي، أود أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ زياد بارود على تكرمه برعاية حفل إطلاق عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل السلامة على الطرق، وإلى معالي وزير النقل والأشغال العامة في الجمهورية اللبنانية الأستاذ غازي العريضي على تفضله برعاية اجتماع الدورة الثانية عشرة للجنة النقل. كما أشكر السادة أصحاب المعالي الوزراء وسعادة السفراء وكافة الوفود على حضورهم ومشاركتهم. وأتمنى لكم جميعاً التوفيق ولهذا الحدث الهام كل النجاح في مسعاه النبيل الذي لا يتحقق إلا بالتزام مسؤول من كل منا سواء أكنّا خلف مقود السيارة أم من المعنيين بسن القوانين وتنفيذها.