Skip to main content

7th Session of the Committee on Women

20 January 2016
Mascat, Oman


كلمة الدكتورة ريما خلف

وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة

والأمينة التنفيذية للإسكوا

في افتتاح الدورة السابعة للجنة المرأة

مسقط، 20-21 كانون الثاني/يناير 2016

صاحبة السمو الدكتورة منى آل سعيد،

معالي الشيخ محمد بن سعيد بن سيف الكلباني، وزير التنمية الاجتماعية في سلطنة عُمان،

السيدة مي شهاب، ممثلة جمهورية العراق ورئيسة الدورة السادسة للجنة المرأة،

أصحاب المعالي والسعادة،

الزميلات والزملاء ممثلو وكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني،

أرحب بكم جميعاً، في افتتاح الدورة السابعة للجنة المرأة التابعة للإسكوا والتي تعقد هنا في مسقط، برعاية مقدّرة من صاحبة السمو الدكتورة منى آل سعيد. وأشكر لسلطنة عُمان استضافتها الكريمة لهذه الدورة للجنة المرأة، التي هي منبر إقليمي لإسماع صوت المرأة العربية والتداول في قضاياها المحقة، المزمن منها والطارئ. وقد سجلت هذه اللجنة مع الدول الأعضاء إنجازات عديدة في مناهضة التمييز ومكافحة العنف وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية. كما عملت اللجنة بالتعاون مع الآليات الوطنية على مناصرة حق المرأة في المشاركة الكاملة في السياسة والاقتصاد لمواكبة ما حققته في بناء قدراتها من خلال التعليم. ويذكر لدولنا العربية الجهود الكبيرة التي قامت بها لتكريس مفهوم المساواة بين الجنسين. والمساواة ليست حقا أخلاقيا للمرأة فحسب، بل هي ضرورة اقتصادية واجتماعية ومكسب للجميع.

الحضور الكريم،

منذ التقينا في الدورة السادسة للجنة المرأة، عصفت أحداث كثيرة بمنطقتنا أثرت سلباً على المرأة، بل على كل إنسان عربي. حروب عبثية، المنتصر فيها مهزوم. حروب لا تميّز بين مقاتلين وعزَّلَ، تأتي على حقوق الجميع رجالاً ونساءً، وأطفالاً وشيوخاً. من يسلمْ منها يسلمْ إلى حين، ومن بين هؤلاء تبقى النساءُ والفتياتُ الأكثرَ تضرُّراً. حقوقهن تنتهك في أوقات الحرب وتغيب في أوقات السلم. فهن في الحرب بين قتل وثكل، وبين أسر وتشريد، وبين اغتصابين، في أقبية السجون، أو على خشبات النخاسين. وفي السلم يقعن ضحية التمييز في القوانين والممارسات، ويبقين في قبضة عنف تتعدد أشكاله، وأشكال جناته، في البيت أو في الشارع أو في المؤسسات الرسمية. أما المرأة الفلسطينية، فلها مع الطغيان حكاية مُرَة يكتبها على صفحات حياتها اليومية احتلال جاثم على فلسطين منذ عقود. فمن لم يصبها صاروخ يقتلها مع ابنتها أو ابنها، ومن لم تؤسر طفلةً، ومن لم تشرد ويدمر بيتها وتصادر أرضها، تبقى تحت تهديد أن يجريَ ذلك كله عليها أو على أحد تحبه.

السيدات والسادة،

على الرغم من الوضع الأليم الذي تعيشه منطقتنا، لم نيأس من محاولات التغيير. وقد سجلت بلدان عديدة إنجازات مشجعة، فالمرأة السعودية تمكنت من الحصول على جزء من حقها في المشاركة السياسية، وفازت سبع عشرة امرأةً في انتخابات المجالس البلدية التي جرت في أواخر العام الماضي. والمرأة التونسية شاركت في رباعية الحوار الوطني التونسي التي حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2015 تقديراً لدورها البناء في الانتقال السلمي إلى الديمقراطية. والمرأة اليمنية شاركت خلال الفترة الأولى للحراك في الحوار الوطني، فتجاوزت نسبة النساء من مجموع المتحاورين سبعاً وعشرين بالمائة، وهو سبق لا يمكن إغفاله في بلداننا العربية. والمرأة المصرية حققت بجدارتها نجاحاً في الانتخابات النيابية، فحازت على ثلاثة عشر بالمائة من مقاعد مجلس النواب. وهاهي سلطنة عُمان تعزز المشاركة السياسية للشابات بخفض سن الترشح للمناصب السياسية.

السيدات والسادة،

إنجازات هامة تحققت، وبذلت جهود كبيرة، ولكن الكثير ينتظر. وأمام المنطقة اليوم فرصة جديدة، مع انطلاق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي رسخت من جديد علاقة الترابط بين مكاسب التنمية والمساواة بين الرجل والمرأة. ونحن في الإسكوا، كجزء من المنظومة الدولية التي ترعى هذه الأهداف وتلتزم بها، بدأنا بأنفسنا. وضعنا سياسات واستراتيجيات وبرامج لتعزيز المساواة بين الجنسين على جميع المستويات في المنظمة. ونحرص على العمل مع الدول الأعضاء، لنقل الخبرات ووضع الاستراتيجيات والخطط الإقليمية والوطنية، تحقيقاً لهدفنا المشترك في المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

الحضور الكريم،

نجتمع إيماناً بقضية المرأة، ولنرسم مساراً للعدالة جوهره المساواة بين المرأة والرجل، وركنه الأساسي مؤسسات قوية تحمي سيادة القانون. ونأمل أن يكون هذا الاجتماع خطوة على طريق استعادة ثقة شعوبنا بغد أفضل، غد  يحقق آمال الناس، أو بعضها على الأقل، ويطلعُ على بلاد بلا قتلى، وبحار بلا لاجئين، وعلى جموع من النساء تحررت فحررت، وعلى مجتمعات تحصنت بمبادئ المساواة والعدالة وحقوق الإنسان.

وشكراً.

Speeches by: