أصحاب السعادة،
حضرات السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحّب بكم جميعاً بمناسبة انعقاد الدورة السابعة والعشرين للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في بيت الأمم المتحدة في بيروت. إنني أثمّن عالياً مشاركتكم في هذا الاجتماع وسعيكم المستمر لإنجاحه، مما يؤكد التزامكم الشديد بقضايا وأولويات المنطقة وبضرورة العمل المشترك لتحقيق تطلعات دول وشعوب المنطقة وطموحاتها.
السيدات والسادة،
تسعى الإسكوا إلى رصد ظروف المنطقة ومتغيّراتها وتطلعاتها لتصمم برامجها انطلاقاً من واقع المنطقة وطموحات شعوبها، كما تسعى إلى تحقيق التكامل الإقليمي عبر الأطر التشريعية الملائمة حرصاً على مستقبل المنطقة وأجيالها القادمة. وتضطلع الإسكوا بدور الوسيط في اتجاهين، فهي تنقل التطورات العالمية والممارسات والتجارب الناجحة في مجال التنمية إلى البلدان الأعضاء مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية والحضارية للمنطقة، كما تنقل تطلّعات البلدان الأعضاء وهمومها إلى المجتمع الدولي وتحاول إدراجها ضمن الأجندة العالمية للعمل التنموي. وهكذا تساعد الإسكوا بلدان المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المستجدة وتحقيق التقدم والازدهار لشعوبها.
الحضور الكريم،
تعيش البلدان العربية ظروفاً استثنائية، لا حاجة لإعادة توصيفها، ولكننا نخشى أن تدخل في دوامة تؤدي فيها الاضطرابات والتوترات السياسية والأمنية إلى تراجع في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتشير المعطيات إلى أنه إذا بقيت التوجهات السلبية الحالية، من تدنٍ للاستثمارات ومعدلات النمو، وارتفاع لمعدلات البطالة، ومعظمها نابع من الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة، ستَصعب معالجة آثارها الاجتماعية، وبالتالي يصبح مستقبل الأجيال القادمة أكثر ضبابية.
تحضيراً للاجتماعات الوزارية في 9 و10 أيار/مايو، سوف نتناول في اجتماعاتنا اليوم وغداً عدداً من المسائل البرنامجية والإدارية والتنظيمية الهامة، بالإضافة إلى عدد من القضايا العامة الملحة التي تهم البلدان الأعضاء.
وتُطرح على حضراتكم المسائل البرنامجية والإدارية والتنظيمية التالية:
• أداء برنامج عمل الإسكوا لفترة السنتين 2010-2011 الذي يشمل النتائج المحققة في تنفيذ برنامج العمل والعوائق والتحديات التي واجهتها الإسكوا أثناء التنفيذ؛
• التعديلات المقترحة على برنامج العمل لفترة السنتين 2012-2013؛
• مشروع الإطار الاستراتيجي لفترة السنتين 2014-2015 الذي يحدد توجهات اللجنة وعملها وفقاً لاحتياجات البلدان الأعضاء وأولوياتها الإنمائية. وقد عملت الأمانة التنفيذية جاهدة لإعادة ترتيب أولويات الإسكوا لتكون أكثر اتساقاً واتصالاً بالتحولات التي تشهدها المنطقة؛
• لمحة عامة عن سياسة التقييم التي اعتمدتها الإسكوا والإجراءات التي اتخذتها تنفيذاً لهذه السياسة والنتائج المتوقعة من التقييم، بما يشمل تقييماً أجرته الأمانة التنفيذية لبعض البرامج الفرعية، ومشاريع حساب التنمية، وإجراءات العمل، وآلية الاجتماعات الحكومية الدولية، بهدف تحسين مقوّمات المساءلة والمصداقية والاستفادة من التجارب السابقة؛
• طلب انضمام الجمهورية التونسية إلى عضوية اللجنة، وهو ما ترحب به الإسكوا أشد الترحيب بهدف توسيع عضويتها لتشمل كافة الدول العربية، وللتعاون بصورة أفضل مع جامعة الدول العربية في تقديم الدعم الفني لهذه الدول.
وفيما يتعلّق بقضايا السياسة العامة، وحسبما قررتم في اجتماع اللجنة الفنية السادس الذي عُقد في بيروت، يومَي 1 و2 كانون الأول/ديسمبر 2011، سيتم التركيز في ثلاث حلقات حوار وزارية على ثلاثة مواضيع في غاية الأهمية بالنسبة لمنطقة الإسكوا، وهي:
أولاً- دور المشاركة والعدالة الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، الموضوع الذي اخترتم أن يكون الموضوع الرئيسي للدورة، وهو مرتبط ارتباطاً مباشراً بتحقيق التطلعات الإنمائية للجميع؛
ثانياً- التحضيرات الجارية لمؤتمر ريو+20 في المنطقة العربية؛ وأتمنى أن تسهم حلقة الحوار حول هذا الموضوع في إيصال أولويات واهتمامات بلدان المنطقة إلى مؤتمر التنمية المستدامة الذي سيعقد في ريو دي جانيرو خلال الفترة من 20 إلى 22 حزيران/يونيو 2012؛
ثالثاً- التمويل الشامل في منطقة الإسكوا: الحالة الراهنة والآفاق المستقبلية، وهو موضوع حيوي ومستقبلي يخدم جميع فئات المجتمع، خاصة المهمشة منها والتي تعيش تحت وطأة الفقر والحرمان.
السيدات والسادة،
إنني على ثقة في أن مداولاتكم ومناقشاتكم على مدار اليومين القادمين ستسهم في توجيه عمل الإسكوا في الفترة المقبلة، ضمن إطار أولوياتكم والقضايا التي تهمكم.
أكرّر ترحيبي بكم جميعاً وأتمنى لحضراتكم اجتماعاً مثمراً وناجحاً وإقامة طيبة في لبنان.
وشكراً.