تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تلاوي تستأنف العمل من المقر الرسمي في بيروت وتأمل أن يعاد بناء لبنان في إطار رؤية وخطة وطنية

13
أيلول/سبتمبر
2006
بيروت

أملت السيدة مرفت تلاوي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"اسكوا"، أن يتم إعادة بناء لبنان واعماره في إطار رؤيا وخطة وطنية على أن يكون هذا الاعمار لكل المناطق من دون استثناء وأن يعود على جميع فئات الشعب اللبناني متخذاً المنحى التنموي وليس منحى المساعدات الإنسانية.

وصلت بعد ظهر اليوم السيدة مرفت تلاوي إلى مطار رفيق الحريري الدولي لمزاولة نشاطها من المقر الرسمي والدائم لـ"اسكوا" في بيروت. وكان في استقبالها في قاعة كبار الزوار رؤساء الإدارات والأقسام في "اسكوا" بالإضافة إلى حشد من ممثلي المؤسسات الإعلامية. ثم انتقلت إلى قاعة الصحافة حيث أدلت بتصريح جاء فيه:

"إني أحييي الشعب اللبناني العظيم على صموده وتكاتفه في وجه هذه الحرب المدمرة. منذ بداية الحرب على لبنان و"اسكوا" تتابع العمليات العسكرية وآثارها بطريقة يومية ومفصلة وتفيد بها الأمانة العامة للأمم المتحدة والمكتب المؤقت لـ "اسكوا" في مقر الأمم المتحدة في فيينا. فقد عقدت "اسكوا" اجتماعاً بتاريخ 14 آب/أغسطس الماضي في مقرها الدائم والرسمي في بيروت ضم عدداً من الخبراء في التنمية وممثلي المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني. الهدف من الاجتماع كان توفير ملتقى للمشاركين لمناقشة نتائج الحرب وتحديد أولويات واستراتيجيات إعادة الإعمار والتأهيل.

وفي اجتماع مجلس الوزراء العرب المخصص لإعادة إعمار لبنان والذي دعت إليه الجامعة العربية في القاهرة بتاريخ 20 آب/أغسطس 2006، طرحت "اسكوا" خمس نقاط رئيسية في هذا الموضوع: أولاً، أن تتم عملية إعادة بناء لبنان واعماره في إطار رؤيا وخطة وطنية على أن يكون هذا الاعمار لكل المناطق ويعود على جميع فئات الشعب اللبناني متخذاً المنحى التنموي وليس منحى المساعدات الإنسانية. ثانياً، أن يتم البناء في إطار مشروع عام لخطة الدولة الاقتصادية وألا يترك هذا الأمر لرغبات المانحين فقط. ثالثاً، أن تؤخذ في عين الاعتبار النقاط التي يمتاز بها لبنان سواء كان ذلك اقتصادياً أو جغرافياً أو بشرياً ليستعيد دوره وتميزه في محيطه الإقليمي. فلبنان كما تعلمون متميز بقطاعات متعددة منها قطاع الخدمات السياحية والمصرفية. رابعاً، يجب أن يتحمل المجتمع الدولي كلفة إعادة البناء إذ أن لبنان في أزمة اقتصادية ويرزح تحت الدين. لذلك نأمل إسقاط هذه الديون أو جزء منها على الأقل ليكون عاملاً يخفف من وطأة هذه الأزمة. خامساً، ان إعادة بناء الدولة يحتاج إلى حماية وعمل جماعي إقليمي عربي والتزامات دولية محددة يفرضها الإجماع الإقليمي. فكيف نمنع تكرار ما حدث إذا لم يكن ذلك عن طريق تفعيل الأمن القومي العربي؟

وفي المرحلة المستقبلية ستقوم "اسكوا" بتحليل ودراسة البيانات التي جمعتها منذ بداية الحرب وهذا سوف يشكل وثيقة للتنبيه لما حدث ويمكن الرجوع إليها في مناقشة القوانين الدولية التي يجب أن تحمي المدنيين خلال النزاعات العسكرية. كما سوف تعمل "اسكوا" على استغلال هذا التعاطف الدولي الكبير الذي أبدته الشعوب العربية والأوروبية من خلال توثيق علاقة لبنان بكل الاتحادات والغرف الاقتصادية والتجارية والصناعية في المنطقة وخارجها. ان المسؤولية علينا جميعاً لكن أعتقد انه نستطيع تجاوز هذه المحنة".

ورداً على سؤال حول مغادرتها بيروت خلال الحرب، قالت تلاوي ان "اسكوا" منظمة إقليمية تخدم 13 دولة عربية ومقرها الرسمي والدائم هو لبنان، لافتة انها لم تغادر بيروت إلا بعد إجلاء جميع الموظفين باشرافها قبل أيام من وقف القتال. وهذا ما يجب أن تقوم به إذ أنها مسؤولة عن أمن الموظفين بالوكالة عن الأمين العام للأمم المتحدة. ولفتت انه في حالة الإغاثة يستمر نشاط الأمم المتحدة من خلال المنظمات والبرامج التي تتولى ذلك كمنظمة الصحة العاملية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) وغيرهما. "ففي حين كان الموظفون الدوليون يخرجون من بيروت لمزاولة أعمالهم من الخارج كان يدخل إلى لبنان موظفو الإغاثة. إلا ان "اسكوا" كانت المنظمة التي تسهل لهم عملهم اللوجستي والإغاثي".

ورداً على سؤال حول التأثير الذي أحدثته مجزرة قانا، قالت تلاوي ان ما حصل في لبنان من قتل للمدنيين لا بد أن يدفع الى تفعيل القوانين الدولية التي تؤكد على عدم التعرض للأطفال والمدنيين خلال النزاعات المسلحة. ولفتت إلى ان هناك 52 مجزرة جماعية تقريباً شهدها لبنان خلال هذه الحرب "ولا أحد في العالم الغربي يعلم عنها. فقد يكون هناك تعاطف كبير مع لبنان من هذه الناحية ولكن لا أحد يعرف عن هذه الأرقام شيئاً". وقالت بأنها بحثت هذا الموضوع في باريس منذ يومين في إطار اجتماع دعت إليه "حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام" وأبرزت بعض الوثائق بما في ذلك خريطة تعطي فكرة عن كمية الغارات التي تعرضت لها كل منطقة في لبنان. ولفتت إلى انه من المهم جداً إيصال هذه المعلومات إلى العالم "لأننا اكتشفنا ان الآخرين لا يعلمون أموراً كثيرة حدثت".

ورداً على سؤال، قالت تلاوي انه بالرغم من كل الضغوط التي تواجهها الأمم المتحدة تبقى المنتدى الدولي الوحيد الذي يعبر عن رأي شعوب العالم وطموح الدول. وقالت ان هناك وجه آخر لعمل الأمم المتحدة وهو النشاطات التنموية والإنسانية "فالمؤسسات التي تعمل في هذا الإطار قامت بأعمال رائعة حتى اليوم، وتصوروا العالم من دون وجود هذه المنظمة الدولية. لكن الذي لا شك فيه ان هناك تغييراً جذرياً في العالم وأحد ضحايا هذا التغيير هو مثلاً ما جرى في لبنان".

ورداً على سؤال عما إذا كان لدى الأمم المتحدة خطط لحماية النساء والأطفال خلال الحروب، قالت تلاوي ان هذا يتطلب عملاً جماعياً كبيراً تركز عليه الدول والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني "لأن الإنسانية لكل الأوطان وليس لديها حدود معينة". وعما إذا كانت سوف تزور الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، قالت تلاوي: "أزور سماحة السيد أو لا أزوره، المهم هو وحدة لبنان واللبنانيين".