
سجّل انتشار الانترنت في المنطقة العربيّة نمواً سنوياً مركباً بلغت نسبته 21.9 بالمائة خلال الفترة الممتدّة بين الأعوام 2005-2012 وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 12.4 في المائة. وتعتبر الأسواق الديناميكية لخدمات الهاتف النقال أحد أعمدة البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي شهدت معدل نمو سنوي مركب لقيمة النفاذ بلغ 21.4 في المائة بين عامي 2005 و 2012، وهي نسبة أعلى من المعدل العالمي البالغ 15.2 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، واعتباراً من منتصف عام 2013، أطلقت جميع الدول العربية، باستثناء ثلاثة دول، خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال. كما لوحظ تحسن في التنوع الثقافي واللغوي في المنطقة، وخاصة من حيث استخدام اللغة العربية على الإنترنت. إذ تبوأت اللغة العربية المرتبة السادسة بين اللغات الأكثر استخداماً على الإنترنت، علماً أن 3.6 في المائة من مستخدمي الإنترنت يستخدمون اللغة العربية.
هذه هي أبرز الإنجازات التي ألقى عليها الضوء تقرير "الملامح الإقليمية لمجتمع المعلومات في المنطقة العربية للعام 2013" الذي أطلقته الإسكوا في جنيف خلال الحدث الرفيع المستوى لاستعراض تنفيذ نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات بعد مضي عشر سنوات (WSIS+10).
يُقسم التقرير إلى 13 فصلاً تتناول تقييم مكونات مجتمع المعلومات في المنطقة العربية لما يتوافق مع خطوط عمل القمة العالمية لمجتمع المعومات مثل البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبناء الثقة والأمن، والبيئة التمكينية، والتنوع الثقافي واللغوي، والخدمات الإلكترونية وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما يتطرق التقرير إلى بعض المواضيع ذات الأهمية في المنطقة العربية كقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويقدم التقرير تحليلاً شاملاً، وتقييماً، وعدداً من المقترحات والتوصيات التي تتوجه لكافة الدول الأعضاء في الإسكوا، مدعّمة بقصص النجاح، ودراسات الحالة، والممارسات المثلى من أرجاء المنطقة، بالإضافة إلى مقارنة تحليلية ما بين المنطقة العربية وغيرها من مناطق العالم.
كما يسلط التقرير الضوء على التحديات التي تواجه الانتقال إلى مجتمع المعلومات والتحول إلى الاقتصاد المبني على المعرفة في المنطقة العربية. وتتضمن هذه التحديات توفر النفاذ إلى خدمات الإنترنت ذات الحزمة العريضة وارتفاع كلفة استخدامها، وضعف الثقة والأمن بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك ضعف الأطر التنظيمية والقانونية. كما تتضمن هذه التحديات تقييد الوصول إلى المعلومات وقضايا الخصوصية، وكذلك الفجوة في المهارات البشرية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وعلى الرغم من الاختلاف في مستوى التحديات بين دول المنطقة، فينبغي معالجتها في السنوات المقبلة من خلال تعاون وثيق بين جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميين.
يحث التقرير في نظرته المستقبلية جميع دول الإسكوا الأعضاء على بذل مزيد من الجهود لتقليص الفجوة الرقمية، بالرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها دول مجلس التعاون الخليجي إذا ما قورنت بالدول العربية الأخرى. كما تحث التوصيات المدرجة في التقرير استناداً إلى التحاليل المقدمة، صانعي السياسات العرب على اعتماد إطار لصياغة السياسات والاستراتيجيات لما بعد عام 2015 آخذين بالاعتبار نتائج عملية مراجعة القمة العالمية لمجتمع المعلومات ما بعد عشر سنوات إضافة إلى خطة التنمية لما بعد عام 2015.
يمكن الحصول على نسخة إلكترونية من تقرير الملامح الإقليمية لمجتمع المعلومات في المنطقة العربية للعام 2013 على موقع الإسكوا من خلال الرابط التالي: http://www.escwa.un.org/information/pubaction.asp?PubID=1492