إنطلقت خلال الأعوام الماضية ثورات شعبية في الكثير من البلدان العربية، طالب فيها الشعب رجالاً ونساءً بالحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة. ونتجت عن هذه الإنتفاضات تحولات سياسية انطوت على عدد من التحديات القصيرة الأجل التي سيكون لها أثر حاسم على مستقبل هذه البلدان والمنطقة ككل. ومن هذه التحديات غياب التوافق على أبرز أولويات الإصلاح بين المشاركين في الإنتفاضات؛ واستبعاد الشباب والنساء الذين شكلوا العمود الفقري للإنتفاضات، عن الهيئات الإنتقالية وعمليات صنع القرارات السياسية وعن المشاركة الفعلية خلال المرحلة الإنتقالية؛ والنزاعات التي نشأت بين مختلف القوى السياسية بما فيها فلول الانظمة القديمة.

عقب الانتخابات النيابية التي حصلت في ليبيا خلال شهر حزيران/يونيو الماضي وما تلاها من صعوبات حالت دون بسط الحكومة سلطتها أبعد من العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى تمدّد العنف المسلّح وبالتالي سواد عدم الاستقرار لاسيّما حول العاصمة وبنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، عملت لجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغربي آسيا (الإسكوا) على دراسة الوضع الاقتصادي في ليبيا لتستعرض بذلك أهمّ التحديّات التي يواجهها ومدى تأثير الصراع الليبي على بلدَين مجاورين هما مصر وتونس.

تحت عنوان "العدالة الاجتماعيّة في السياسات العامة للدول العربيّة" تنعقد الدورة الوزاريّة الـ28 للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعيّة لغربي آسيا (الإسكوا) من 15 أيلول/سبتمبر إلى 18 منه وذلك في فندق ريجينسي، تونس. وتسلّط هذه الدورة الضوء على أهمية التعاون العربي في بناء نماذج إنمائية جديدة تستجيب لمطالب الشعوب العربية بالعدالة الاجتماعية، والإنصاف.

أطلقت الإسكوا اليوم من مقرها في ساحة رياض الصلح، بيروت، تقريراً حمل عنوان "النزاع في الجمهورية العربية السورية: تداعيات على الاقتصاد الكلي وعقبات في طريق الأهداف الإنمائية للألفية". وشارك في هذا اللقاء حشدٌ من الدبلوماسيين العرب والأجانب ومجموعة من الخبراء والمهتمين. كما شارك الأستاذ طلال سلمان رئيس تحرير جريدة "السفير" بكلمة رئيسية مرفقة طيّاً.