يجتمع أكثر من 150 خبيراً سورياً ودولياً يوم غدٍ الثلاثاء 22 تشرين الثاني/أكتوبر 2013 في مقر الإسكوا في بيروت، وذلك في إطار مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سورية، بحضور ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة المتخصصة.
الهدف من الاجتماع، الذي يستمر لثلاثة أيام، هو مناقشة تقرير تقييم الاحتياجات الذي انتهى الفريق التنفيذي للمشروع من إعداده، والاتفاق على الشروط المرجعية لمجموعات العمل القطاعية، وإطلاق عمل هذه المجموعات.
ويشمل اليوم الأول عرض ومناقشة تقرير تقييم الاحتياجات، ثم يتوزع المشاركون على ثلاث مجموعات عمل لمناقشة المحاور الثلاثة الرئيسية للمشروع وهي: الحوكمة وبناء المؤسسات والتحول الديموقراطي؛ والبناء والانتعاش الاقتصادي؛ والمصالحة والتماسك الاجتماعي. وينقسم المشاركون في اليوم الثاني إلى 14 مجموعة عمل تخصصية بحسب خبراتهم واختصاصاتهم.
وتتوزع مجموعات العمل القطاعية على المواضيع التالية: الاقتصاد الكلي - التنمية الحضرية - البنية التحتية- الطاقة - القطاعات الانتاجية- المياه - الخدمات الاجتماعيه- السكان - النوع الاجتماعي - المصالحة والتماسك الاجتماعي - سيادة القانون - المجتمع المدني - بناء المؤسسات - المعلوماتية وتقانة الاتصالات.
وسوف تناقش مجموعات العمل المعايير المرجعية للمحاور والقطاعات بعد أن تمت دعوة جميع الخبراء المشاركين في الاجتماع بناءً على خلفياتهم العلمية والفنية والمهنية والمعرفية حصراً.
ويشكل المشروع إطاراً تشاركياً لوضع بدائل وخيارات أمام السوريين، مع توضيح نتائج كل خيار اقتصادياً واجتماعياً. ولا يملك المشروع توجهاً محدداً ولا سيناريو جاهزاً، ولا ينحاز لوجهة نظر معينة ولكنه يسعى لدراسة واقتراح كل ما يحتاجه السوريون من احتمالات لإعادة بناء مؤسساتهم الاجتماعية وتماسكها وانجاز التحول الديموقراطي، ثم الانتقال لمرحلة إعادة الإعمار، مستنداً في كل ذلك إلى معاهدات ومواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الانسان والحق بالتنمية المستدامة والحكم الديموقراطي، واحترام سيادة الدول.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع الموسع نتيجة ً لعمل فريق المشروع خلال الأشهر الماضية الذي توصّل (وفق المعطيات والأرقام التي وصل إليها) إلى قناعةٍ بأن الفرصة لم تفت بعد لإنقاذ مؤسسات الدولة السورية، ولإعادة بناء اقتصادها وتماسكها الاجتماعي رغم الدمار الكبير وغير المسبوق الذي تعرضت له مختلف القطاعات في سورية، والذي يفوق (بحسب تقرير تقييم الاحتياجات) أي دمار حدث في حرب داخلية في أي مكانٍ من العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وسوف تصدر وحدة الاتصال والاعلام في الإسكوا عند نهاية الاجتماع بياناً حول نتائج أعماله.
تجدر الإشارة إلى أن الناتج المحلّي الاجمالي (GDP) في سورية قد انخفض إلى النصف تقريبا (45 بالمائة) وقد تضرر 40 بالمائة من الأصول الإنتاجية بشكل كلي أو جزئي. وبلغت قيمة الخسائر (في الاصول) 72 مليار دولار أميركي (تقديرات شهر آب/أغسطس 2013)، مما يشكل نسبة 200 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي قبل الحرب. وللمرة الأولى في تاريخها، تواجه سورية احتمال حدوث مجاعة في الشتاء القادم، إذ يعيش حوالي 8 مليون سوري تحت خط الفقر (مقارنة بمليونين عام 2010) ويعيش أربعة ملايين منهم تحت خط الفقر الغذائي (مقارنة بأقل من 200 ألف نسمة في العام 2010).
وقد هرب ملايين السوريين من بيوتهم، وتعرض مئات الآلاف من منازلهم للدمار بشكل كلّي أو جزئي. وانخفض انتاج النفط من 380 ألف برميل إلى 20 ألف برميل يومياً. بالاضافة للخسائر في الإيرادات الضريبية وأسعار الصرف واحتياطات النقد الأجنبي والعجز في ميزان المدفوعات والاستثمارات العامة والإرث الثقافي والهوية الوطنية وتآكل العناصر الموحدة للنسيج الاجتماعي.
ملاحظة: تدعو وحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا الزملاء والزميلات في المؤسسات الإعلامية إلى إيلاء هذا اللقاء كل الأهمية اللازمة، على أن تُسجّل أسماءهم في موعدٍ أقصاه يوم غدٍ الخميس 24 تشرين الأول/أكتوبر 2013 على الأرقام التالية: 046402-76 أو993144-70. ويِتبع هذا الإجراء لتسهيل دخولهم إلى مبنى الأمم المتحدة.